ولد ريتشارد شتراوس اخر االرومانتيكيين الالمان
عام 1864 لاب موسيقى وعازف كور فى اوبرا ميونخ
وتلقى فى البداية دراسة عامة فى جميع العلوم
واشرف ماير قائد فرقة بلاط ميونخ على تعليمه
الموسيقى ونشر قبل تخرجه من جامعة ميونخ عام
1883 عدة اعمال موسيقية جيدة كان من بينها
السيرناده لمجموعة الات النفخ وساعده قائد
الاوركسترا المعروف (هانز فون بولوف) عام 1885
فى الحصول على منصب قائد فرقة بلاط فى مينينجن
وهنا تعرف على يوهان برامز الذى ترك عليه
اثرا كبيرا ولكن اكتشافه لمؤلفات الرومانتكيين
الجدد وخاصة مصنفات برليوز وليست وفاجنر كان
نقطة تحول فى حياته واعجب كثيرا بقالب القصيد
السيمفونى الذى كتب فيه اكبر مصنفاته بعد ذلك
وفى عام 1886 ذهب لميونخ ليتولى منصب القائد
الثانى لفرقة الاوبرا وسمى عام 1889 قائدا لبلاط
فايمار وفى العام ذاته قدم القصيد السيمفونى
دون جوان الذى بقى واحدا من افضل اعماله
واتبعه بعد ذلك بقصيد اخر هو الموت والتجلى
ومع انه استغل القالب الذى كتب به ليست
قصائدة السيمفونية الا انه لم يتبع نفس الخط
فبدلا من الروح الملحمية التى كتب بها ليست
قصائدة استغل شتراوس وابتكر اسلويا وصفيا
بيانيا كان هدفه التعبير الدقيق عن برنامج
المصنف وهو ماتبلور اكثر فى قصائدة السيمفونية
التالية مثل تيل المهزار الذى قدم عام 1895
فى مدينة كولون وقصيد هكذا تكلم زرادشت الذى
اقتبسه عن عمل للفيلسوف نيتشه وكان خلال تلك
السنوات قد اصبح قائدا مشهورا ففى عام 1892
تولى مدير الحفلات الفيلهارمونية فى برلين خلفا
لاستاذة السابق هانز فون بولوف وبقى فيه حتى
عام 1898 عندما سمى قائدا لفرقة بلاط بيرلين
وكان سنه وقتها 34 عاما
كان العمل قبل الاخير الذى كتبه فى قالب القصيد
السيمفونى (دون كيشوت) عن رواية سيرفانتيس
فاستغل عبقريته الموسيقية ليصف وبسخرية
الانتصارات الوهمية لبطل سيرفانتيس وختم قصائدة
بعمل رائع هو حياة بطل عام 1898 ولم يعد لهذا
القالب بعد ذلك وتركز اهتمامه على قيادة
الاوركسترا وقام بتقديم اعماله باوروبا وعلى
الرغم ان اساتذة النقد اعتيروة واحد من اكبر
قادة الاوركسترا الذين عرفهم التاريخ الا ان
اعماله لم تحقق النجاح المرجو وبدت هارمونياته
لهم اكثر ثورية مع انها لم تتخلص من تقنيات
ليست وفاجنر فاتجه مع بدايات القرن العشرين
الى المسرح الغنائى وقدم اوبرا عام 1901
بعنوان (نار الفناء) لم تحقق نجاحا فعاد
للموسقى الاوركسترالية وقدم سيمفونية
دوميستيكا ثم اتبعه باوبرا سالومى عن دراما
اوسكار وايلد وقدمها بدرسدرن عام 1905
اعتبرها اساتذة الموسيقى اكبر فضيحة للمسرح
الغنائى بسبب المشاهد الفاضحة بها ولكن سالومى
تفوقت بعد ذلك وفرضت نفسها على المسارح
العالمية مما شجعه عل تقديم اعمال اخرى ذات
طابع رومانتيكى مثل اوبرا اليكترا التى قدمت
بدرسدرن عام 1909 ثم افضل واجمل اعماله الفارس
ذو الوردة وهى كوميديا غنائية قدمت بدرسدرن
عام 1911 وبعد ذلك تخلى عن قيادة الاوركسترا
وتفرغ للتأليف ولكن اعماله لم تحقق نجاحا كبيرا
ولكن ومع ذلك فان مؤلفات مثل اوبرا ادريان
وناكسوس التى قدمت فى شتوتجارت عام 1912
وسيمفونية جبال الالب عام 1915 تعتبر من افضل
مصنفاته ثم تولى بداية من عام 1917 منصب استاذ
التأليف بالمعهد العالى للموسيقى فى برلين وسمى
عام 1919 مديرا لاوبرا الدولة فى برلين ولكنه
تخلى عن مناصبة اعتبارا منذ عام 1924 حتى عام
1933 وتعاون مع الحزب النازى ولكن هذا
التعاون لم يدوم طويلا ففى عام 1935 قدم اوبرا
المرأة الصامته لصديقة ستيفان زفايج وهو كاتب
نمساوى يهودى وتم سحب الاوبرا بعد عرضها بثلاثة
شهور واكتشف الجستابو الالمانى رسائل مرسلة
لصديقة ينتقد فيها سياسة مستشار الرايخ
هتلر ويتنبأ فيها بالكارثة مما ساعد على
تعميق الفجوة فذهب الى بيته الجميل فى جارميش
الذى تحيط به الغابات ليقضى سنوات عمرة
الباقية ومع انه تجاوز السبعين من عمرة الا انه
لم ينقطع عن التأليف فكتب كونشرتو الكور عام
1942 فى اسوأ سنوات الحرب العالمية الثانية و
الميتامورفوز لفرقة وتريات فى اخر سنوات الحرب
ينعى فيه المانيا واضطر الى مغادرة جارميش
بعد الحرب وفر الى سويسرا دون اصدقاء او مال
تصحبه زوجته فقط وذلك بعد ان اتجهت النية
لمحاكمته فى نورمبرج بتهمة تعاونه مع الحزب
النازى واتهم بعدائه للسامية واضطر ان يعيش
منفيا وهو فى الثمانين فى سويسرا يعيش على
معونات اصدقائة ومنعت مؤلفاته ان تعزف بسبب
الدعاية اليهودية ضده وكتب فى نهاية حياته عملا
رائعا هو الاغانى الاربعة الاخيرة لصوت سوبرانو
واوركسترا وهو عمل صوفى رائع يصف فيها رحلته
الطويلة وعادت له حقوقة فى التأليف مرة اخرى
عام 1949 وعاد لمنزلة فى جارميش واحتفلت
المانيا كلها بعيد ميلاده وظهر فى عدة حفلات
وعزف على البيانو من اوبرا الفارس ذو الوردة
ولكن بدا مرهقا ورقد اخيرا دون حراك وكانت
اخر كلماته ( الموت شىء بسيط جدا) وتوفى بعدها
عام 1949