الموسيقار الايطالى جوزيبى فيردى
(1813-1901)
ولد جوزيبى فيردى فى (لى رونكولى ) وهى مزرعة
صغيرة بالقرب من قرية بوسيتو بالقرب من بارما
شمال شرق جنوا بايطاليا حيث كان والداه
يفتحان فندقا صغيرا بها وكانت ايطاليا وقتها
تتألف من دويلات صغيرة يحكمها ملوك صغار او دوق
وكانوا كلهم خاضعين لحكام اجانب ولكن لما هزم
نابليون عام 1813 على يد جيوش النمساويين
والروس تقدم المنتصرون لطرد الفرنسيين من
ايطاليا وكانوا لايفرقون بين اهل البلاد او
الفرنسيين ولقد صدق ظن لويجيا فيردى (ام جوزيبى)
بان الجنود السكارى عندما سيأتون الى (لى
رانكولى) سوف يقتلون كل من يلاقوة وبالفعل تم
هذا الا ان امه اهتدت فذهبت بولدها الى اعلى
برج الكنيسة وبالتالى سوف لايتكبدون مشقة
صعودها الى ان نجا فيردى وامه وذهب الجنود
بعيدا !!!
وعندما اصبح فيردى صبيا كان لايخرجه من خجله
الشنيع الا الموسيقى وكان والداه يعتزان بذلك
بما اظهرة باهتمامه بالموسيقى ومن اجل ذلك
قاما بكل ما امكنهما من اقتصاد فى المال
واشتريا له اله الاسبينيت وهى نوع من البيانو
التى كان لها فضل كبير فى حبه للموسيقى على
الرغم من محاولته تحطيمها فى البدايه وقد سلك
فيردى طريقا صعبا حتى اصاب النجاح فلم يحظى
باعتراف الايطاليين كمؤلف اوبرا الا بعد عدة
محاولات ذاق فيها مرارة الفشل حتى وصوله الى سن
الثلاثينيات ففكر ان يتجه الى نوع اخر من
تاليف الموسيقى بعد وفاة زوجته وابنه وابنته
فقد ماتوا جميعا على فترات قصيرة وقد تملكه الحزن
الا ان البداية الحقيقية كانت مع اوبرا
نابكو وحدث انه كان يدور وقتها صراع فى
ايطاليا من اجل وحدتها وقد الهب فيردى المشاعر
بالحان نابكو القوية فاكسبت مؤلفها شهرة على
الفور ومن بعدها الف اوبرا اللومبارديون
وتمجيد شهرة لومبارديا القديمة فالهبت حماس
الايطاليين وخاصى نشيد مطلعه كلمة ياوطنى اثار
وقتها مظاهرات ضد النمسا وحدثت مصادمات بينه
وبين الحكومة والكنيسه
اما الاوبرات الثلاثة الى تعد اشهر اوبراته خلال
ما يسمى بالفترة الوسطى من حياته فهى
ريجوليتو ثم التروفاتورى- ثم لاترافياتا
اما الفترة الاخيرة فشهدت اعمالة الرتئعة من
اوبرا عايدة الى قوة القدر واخيرا فالستاف
ان قصة فيردى هى قصة صراع الانسان مع القدر
فقد مرت به فترات حرجه فى حياته الفنية وكادت
حياته الفنية ان تتحطم اكثر من مرة الا ان
مضاء عزيمته وقوة ايمانه بفنه وشعورة بحاجه
وطنه اليه بالاضافة الى جهودة المتواصلة لتطوير
فن الاوبرا مكنته من التغلب على الصعاب وسجل
اسمه فى سجل الخالدين واستطاع ان يرفع لواء
الفن الايطالى عاليا فى جميع انحاء العالم كما عمل
فى الحقل السياسى وكافح فى سبيل حريه ايطاليا
فكرموه باختيارة عضوا فى البرلمان الايطالى ومع
الحانه احس الشعب الايطالى بمعانى الحرية وتغنى
بالحانه مما سبب له متاعب مع السلطات الحاكمة
انه فنان امن برسالته فى المجتمع لقد استطاع ان
يحقق رسالته الانسانية رغم صراعة القاسى مع
القدر
توفى فيردى عام 1901 وهو فى السابعة والثمانين من عمرة وحزنت ايطاليا كلها عليه كما يحزن المرء لفقد صديقة
فيردى فى رقدته الاخيرة على فراش الموت