المنزل الذى ولد به شومان بمدينة زفيتسكاو
روبرت شومان 1810 -1856
ولد روبرت شومان فى زفيتسكاو 8 يونيو عام 1810 لاب راعى
كنسى على قدر كبير من الثقافةافتتح عام 1799 مكتبة لبيع
الكتب ثم قام بتحويلها الى دار نشر كتب عن اهم الاحداث
السياسية فى اوروبا والعالم ولم يعكر صفو حياته سوى مرض
عصبى ظهر عليه عام 1810 اثر فى النهاية على قواة العقلية
اما امه جوهانا كريستيانا شنابل فهى ابنه طبيب جراح
وكانت ذكية جدا تتمع بثقافة تشهد عليها الرسائل
المتبادلة بينها وبين ابنها روبرت لكنها كانت مصابة بفرط
من الحساسية وامراض هيستيرية وخيالات واوهام تنتابها
وهكذا ورث روبرت عن ابويه ذكاءهما المفرط وكذلك امراضهما
العصبية والنفسية
صورة نادرة لشومان وهو طفل صغير
تلقى روبرت تربية راقية من العلم وتشبع بافكار والده عن
الثورة الفرنسية وتأثر باساتذة مثل كارل ريختر مؤيدة
للجمهورية ولم تكن الموسيقى عنصر اساسى فى بدايه حياته
ومع ذلك كان يجيد العزف على البيانو والكمان والتشيلو
قبل ان يبلغ العاشرة لكنه كان مهتما اكثر بالشعر والادب
وتعرف على مؤلفات شيللر وجوته والاديب الالمانى بول ريختر
الذى اثر عليه تأثيرا كبيرا كما تعرف على اعمال الشاعر
الانجليزى بايرون ولكن اباه لعب دورا حاسما فى تحوله نحو
الموسيقى عندما ارسله الى كارل ماريا فون فيبر ليتابع
دراسته الموسيقية عنده ولكن الاستاذ الالمانى توفى فجأةعام
1826 وتبعه والده بعد شهرين فتولت الام شئون المنزل التى
كان لها رأى اخر فأقنعته باستكمال تعليمه وان الموسيقى
هى مهنة الشحاذين وكان شومان وقتها سهل القيادة لطيف
المعاشرة فحزم حقائبة ليدرس القانون بجامعة لايبزج
المدينة التى عاش فيها باخ
شومان طفلا
كان شومان طالبا متفوقا واثناء دراسته زار نورمبرج و
ميونخ والتقى بالعاصمة البافارية هنريج هاينى احد كبار
شعراء الرومانتيكية الالمانية وصحبه فى جولاته فى احياء
ميونخ وحدائقها وقد لعب هذا اللقاء دورا كبيرا فى اتجاهه
نحو الشعر والدراما اكثر من الموسيقى الا انه اتجه
للموسيقى بسبب رجل متعجرف على قدر كبير من الثقافة اسمه
(فردريك ويك) استطاع ان يجعل من كلارا ابنته ذات التسع
سنوات عازفة خارقة
وخلال ذلك سافر شومان الى سويسرا حيث جبال الالب والطبيعة
الخلابه كذلك سافر الى ايطاليا وكتب قصيدة يصف فيها
الغابات السويسرية وحاول ان يعبر بالحان على البيانو عما
شاهده وكانت تلك اول محاولاته للتعبير عن الشعر
بالموسيقى وطلب من والدته ان تسمح له بتعلم الموسيقى
وكات المحاولة الاولى مقطوعة للبيانو على احرف لاتينية
ABEGG وترمز لعازفة البيانو الشابه ميتى ابيج من منهاتن
ولما علمت امه وافقت بشرط الا تؤثر على دراسته الجامعية
وسر بقرارها فذهب الى فرانكفورت ليستمع الى بجانينى وكان
للاستاذ الايطالى سحر عليه وهنا اتخذ قرارة بتعلم
الموسيقى وطلبت امه من ويك ان يساعد ابنها فوافق شريطة
نجاحة خلال مدة 6 شهور وكان راى ويك فيه نه شاب متحمس ذو
موهبه متواضعة واعطاه غرفة بمنزله ليقطن فيها الا ان
طريقة ويك فى التعليم لم تكن مجدية حتى ان شومان ربط
اصابع يديه بأله ثقيلة من اجل ان تجعلة اكثر مرونه وتسبب
ذلك فى شلل الاصبع الوسطى فى اليد اليمنى له مما وضع حدا
نهائيا لاحلامه فى ان يصبح عازفا مرموقا فقطع دراسته مع
استاذة وذهب الى هنريج دورون استاذ الموسيقى الذى لقنه
علوم التأليف والهارمونى مما ساعدة على تأليف مصنفه
الثانى ( الفراشات ) للبيانو وهو من اجمل الاعمال التى
الفها فى حياته عام 1832 تبعها باعمال اخرى مثل دراسات
للبيانو باسلوب باجانينى مصنف رقم 3 وانترميتسو مصنف رقم
4 وامبرمبتو على لحن لكلارا ويك مصنف رقم 5
فردريك ويك يعلم شومان البيانو وكلارا ابنته تراقب الموقف
استطاع روبرت ان يجد حلا بقوله (الفن ليس فقط ان اجيد
العزف) وبعد فشله فى دراسة البيانو نجده يتوقف عن
هواياته الاخرى من شعر وموسيقى ورسم ويقرر ان يصبح
موسيقيا لكن فردريك ويك وقف امام طموحاته لانه لم يكن
يرغب ان بان يرتبط بابنته لانه فى عام 1832 نمت العلاقة
بيته وبين ابنته كلارا ذات الرابعة عشر عاما وروبرت
الذى كان يكبرها بتسع سنوات فحاول ويك وضع العقبات
بينهما واختراع رحلات طويلة كان يصطحب كلارا معه ليجعلها
تبتعد عن روبرت وكان ويك يعرف ماضى عائلة روبرت
السيكولجى فخاف ان يحطم ما بناه حتى انه لم يرى فيه
سوى مريض فى مصحة الامراض العقلية ولكن كلارا كانت تنظر
الى روبرت على انه فتى احلامها وقد فشلت محاولات الاب
رغم انه ابلغها ذات مرة عام 1833 ان روبرت مريض بازمة
عصبية نتيجة وفاة اخيه يوليوس شومان
كلارا شومان
فى عام 1832 استقل شومان عن عائلته ماديا بعد ان حصل على
الارث الذى تركه له والده واستطاع بمساعدة صديقة شونكة
عازف البيانو واستاذة قردريك ويك ان يؤسس عام 1834 مجلة
الموسيقى الحديثة التى اصبحت ولمدة 10 سوات اشهر مجلة
موسيقية فى لايبزج .
طلب شومان من ويك خطوبه ابنته كلارا الا ان ويك رفض طلب
شومان بل زاد عناده وارسل كلارا الى درسدرن لتدرس نظريات
الموسيقى لدى رايسجر لعل بعد المسافة بينهما يقتل تلك
العلاقة ونجح فى ذلك الى حد بعيد لان شومان سرعان ما تعرف
على نبيلة تشيكية هى ارنستاين فون فريكن التى جائت من
غرب بوهيميا بصحبة والدها عام 1834 لتدرس فن العزف على
البيانو عند ويك ولم يمضى وقت طويل حتى اعلن خطوبته
عليها وكان ويك سعيدا بذلك وابلغ النبأ الى كلارا التى
تصادف ان قابلت شومان فى عيد ميلادها السادس عشر ولم
يتبادلا سوىر اليه وكأنها تلومه على فعل ذلك
بعدها سافرت كلارا الى زفيتسكاو مسقط رأس روبرت فلحق بها
سرا وهناك التقيا بعيدا عن رقابة والدها واعترف لها بحبه
ثم قابل خطيبته البوهيمية وفسر لها بكثير من الجهد موقفة
وكانت ارنستاين نبيلة جدا فأعادت له خاتمة وانفصلا بهدوء
مع وعد بمساعدته من اجل ان يعقد قرانه على كلارا وسبق هذة
الاحداث وفاة شونكة بالسل عام 1834 وانقطاع قردريك ويك عن
المجلة بسبب العلاقة السيئة مع روبرت الا ان روبرت مع ذلك
فى اصدار المجلة ولم ينقطع عن التأليق فكتب عام 1834
دراسات سيمفونية للبيانو مصنف 13 كما الف عملا عبقريا اخر
هو الكرنفال وعمل يتسم بالرومانتيكية هى السوناتا
الكبيرة للبيانو ومع ان هذة الاعمال اعتبرت بعد ذلك
بسنوات دخلت تاريخ الموسيقى الا ان ويك لم يعتبر روبرت
سوى مؤلف متواضع واستمر يضع العقبات امام علاقته بكلارا
وفى عام 1839 وهو عام حزين جدا فى حياته توفيت امه التى
لم تكن راضية عن مهنة الشحاذين التى اختارها وساءت علاقته
بكلارا مرة اخرى بسبب اخبار كاذبة نقلها اليها والدها
واستمر هذا الصراع لمدة ثلاث سنوات ولم يستطع ان يراها الا
نادرا واضطر لتبادل الرسائل معها وخلال الفترة من 1838-
1840 استطاع ان يؤلف افضل اعمال البيانو مثل مشاهد
الاطفال و كرايسليريانا وهما عملان رفيعان وخاصة الثانى
الذى وصل الى ذروة التأليف للبيانو وتعتبر اقربها الى
قلب شومان
اقترح فردريك ويك عليه ان يترك لايبزج ويعيش فى مدينة
اخرى ووقتها من الممكن ان يزوجه كلارا فاتجة الى فيينا
عاصمة الموسيقى ولكن ويك لم يفى بوعده ووجد شومان نفسه
وحيدا ولم تلائمة الحياة هناك وبدا يفكر فى العودة الى
لايبزج وكانت فيينا وقتها ترقص على انغام فالسات يوهان
شتراوس الاب فاتحه الى دراسة مؤلفات شوبرت الغير معروفة
فقد توفى شوبرت مجهولا قبل عشر سنوات فزار اخوة فرديناد
شوبرت وقضى وقتا طويلا فى دراسة مؤلفاته واكتشف مصنفا
مهما هو السيمفونى الكبير والذى اعتقد شوبرت انه من
الصعب عزفه فاصبحت اليوم المرجع الاساسى لاساتذة القرن
التاسع عشر امثال بروكنر و دفورجاك وشومان ذاته وفى
النهاية تم تقديم السيمفونية فى لايبزج بقيادة مندلسون
عاد روبرت مسرعا عام 1839 بسبب مرض شقيقة ادوارد ووفاته
وكانت كلارا وقتها فى باريس تقدم مصنفه الكرنفال الذى
استقبل اسستقبال رائع وبناء على طلب شومان قامت كلارا
بتقديم طلب للمحمكمة للموافقة على زواجها من شومان حيث
انه فى تلك العصور كان ينبغى موافقة الاب وهكذا استدعى
وبك الى المحكمة لبحث القضية التى رفعتها ابنته عليه
وذهب حضور المحاكمة واشار للقاضى ان شومان ناكر للجميل
ومجنون ومدمن كحوليات الا ان القاضى رفض قبول جميع الحجج
ومنحة مدة 40 يوم ليثبت ان روبرت مدمن كحوليات ولسوء حظة
فان عام 1840 شهد منحه درجة الدكتوراة فى الفلسفة من
جامعة فيينا لمجموع اعماله الثقافية والموسيقية مما احبط
محاولات ويك لاثبات جنونة وادمانه الكحول وفى ابريل من عام
1840 اصدرت المحكمة بلايبزج حكمها الموافقة على زواج
عازفة البيانو من المؤلف وعقد القران رسميا فى كنيسة
شونفيلد بلايبزج.
كان عام 1840 هو عام الليدر فقد استطاع شومان ان يمزج
بين الشعر الذى احبه والموسيقى فالف نحو 138 اغنية ليد
على قصائد لهنريج هاينى - وركرت - كيرنر - شاميسو
ونصحته كلارا ان يتجه للقوالب الكلاسيكية الكبيرة وهكذا
ففى عام 1841 قام بتأليف سيمفونيتة الاولى (الربيع) فى
نهاية شتاء 1841 حيث كان يشعر بتعطش للربيع وقد حظيت
بتقدير مندلسون فادرجها ضمن الحفلات التى سيقودها وقدمها
بنجاح طبير وتعتبر من اجمل الالحان التى الفها فى حياته
وخاصة الحركة الرابعة وكان من اثر نجاحها ان ركز على
التأليف الموسيقى فالف بعدها سيمفونية سقطت سقوطا ذريعا
وهى السيمفونية الثانية 1841 ولكن الصحيح انها افتتاحية
( افتتاحية سكرزو وفينال ) من اجمل اعماله والف حركة
للبيانو اصبحت بعد اربع سنوات الحركة لاولى لكونشرتو
البيانو وفى المحصلة كان عاما سعيدا فى حياته.
وكانت حياته الزوجية ايضا مستقرة ورزق بابنته الاولى
ماريا التى عاشت حتى عام 1929 وقامت بعدها كلارا بجولة
موسيقية بصحبة زوجها الى بريمن و هامبورج واستقبلت فى كل
مدينة عزفت فيها استقبالا كبيرا اما هو فقد كان يشار اليه
بانه زوج كلارا حيث انه لم يكن معروفا خارج لايبزج والمدن
الالمانية كانت تفضل فالسات شتراوس على الحان بيتهوفن
وفى ام 1842 الف شومان بعض من افضل اعماله نذكر منها
الرباعيات الوترية الثلاث ورباعية للبيانو مصنف 47
الرائعة وخماسية للبيانو مصنف 44 وكان شومان التقى ليست
عام 1840 الذى شجعه على تأليف اعمال اوركسترالية ذات
طابع رومانتيكى الا ان اعماله تلك لم تحظى بالشهرة ولولا
عمله بالمجلة الموسيقية والاملاك التى ورثها عن ابوه
والحفلات التى كانت كلارا تعزف فيها لكان يمكن ان يشحذ كم
توقعت امه
وفى ام 1843 عانى من ازمة عصبية الا انه شفى سريعا فعاد
للموسيقى فقدم الاوراتوريو الكبير عن قص توماس مور وكتبت
الصحف وقتها كثيرا عنه وقتها واسرع ويك والد كلارا فاعلن
ان روبرت تلميذة وانه هو الذى اكتشف موهبته وارسل لشومان
رسالة طويله يذكرة بالصداقة والقرابه التى جمعت بينهما
ولما كان روبرت يعرف ان كلارا تحب والدها فاعتبر ان هذة
الرسالة بداية علاقة جديدة مع ويك وهكذا انتهت سنوات
الحرب بين الاستاذ وتلميذة.
تقلد بعدها شومان منصب استاذ البيانو والتأليف
بكونسرفتوار الذى افتتحة مندلسون الا ان حساسيتة المفرطة
تركت اثرا سىء على علاقتة بطلابه وفشل فى نقل افكاره اليهم
مما جعله يفكر فى مغادرة لايبزج لاول مرة منذ عام 1828
ولكنه قام برحلة الى روسيا مع زوجته التى استقبلت بترحاب
هناك فى البلاط القيصرى وحققت حفلاتها قى سان بطرسبرج
وموسكو نجاحا كبيرا
اضطر فى عام 1844 ان يتخلى عن منصبة فى المجلة الموسيقية
بسبب مرضه كما انه ابدى رغبتة فى متابعة التأليف
الموسيقى كما ان كونسرفتوار فرقة جيفندهاوس الذى اسسه
مندلسون رفض تولية قيادة الفرقة خلفا لمندلسون وعينوا
مكانه نيلس جاد الدنماركى مما جعله يأخذ قرارا بمغادرة
لايبزج والذهاب الى درسدرن التى قضى فيها 6 سنوات الف
خلالها اكثر من ثلث اعماله والتقى مع فاجنر هناك اكثر من
مرة لكن لم تقم بينهما صداقة حقيقية فقد كان فاجنر كثير
الكلام متحمس على عكس شومان قليل الكلا كثير الصمت يكرة
الخطب الرنانة وفى عام 1845 قدم كونشرتو البيانو كاملا
بعد ان اضاف له حركتين الى جانب الحركة الاولى التى الفها
سابقا كما الف السيمفونية الثانية التى لم تلاقى نجاحا
متوقعا لها شعر بعدها برغبة فى تقديم عمل اوبرالى فاختار
عمل الشاعر الالمانى فردريك هيبيل (جونوفييفا) وشهد العمل
توقفا اكثر من مرة بسبب وفاة ابن شومان اميل ابنه الاول
عام 1847 ثم وفاة مندلسون فتخلى عنه وقدم عمل درامى اخر
هو مانفريد للكورال والاوركسترا للشاعر الانجليزى بايرون
وكان لك عام 1848
ثم عاد بعد ذلك لمتابع تقديم اوبرا (جونوفييفا) ونجح فى
اتمامها وبدأ عام 1849 وهى اكث سنوات حياته خصبا بتأليف
اعمالدخلت تاريخ الموسيقى مثل (صور من الشرق) للبيانو
وعدد اثنى عشر مصنفا للبيانو للصغار والكبار وكونشرتو
لاربع الات هورن واوركستراا وومقدمة واليجرو للبيانو
وعندما نشبت الثورة التلى اطاحت بمترنيخ حزم شومان
حقائبة وغادر هو و زوجتة واولاده عام 1849 ولم يعد الى
درسدرن الا بعد ان هدأت الامور ولم يكن اسمه فى عداد
المطلوبين الذين كان من بينهم فاجنر
الف بعد عودته غمل لجوته بمناسبة الذكرى المئوية
لولادته ( اغانى لجوته وركويم للصغار مصنف 98 )
وكان يريد ان يخلف فاجنر فى قيادة فرقة بلاط درسدرن الا ان
لبه رفض واقترحوا عليه ان يكون فى مرتبة قائد ثان فرفض
شومان ذلك فقرر ان يغادر درسدرن فى اقرب فرصة الا انه شهد
تقديم اوبراة ( جونوفييفا) والتى حضرها ليست وهيللر
وجاد عام 1850
ذهب بعد ذلك شومان الى دسلدورف عام 1850 وكان من اوائل
الاعمال التى الفها رائعته (كونشرتو التشيلو) والذى بقى
واحدا من اكبر الاعمال التى الفها فى حياته وقدم بعدها
سيمفونيتة الثالثة (الراين) وقدمت عام 1851 والف
افتتاحيتين هما ( خطيبة مسيينا) و ( يوليوس قيصر) ولكن
فجأة وفنه يصل الى الذروة يصاب بمتاعب صحية وعصبية بدأ
على اثرها يفقد سمعة جزئيا ولم يعد يستطيع قيادة
الاوركسترا الا انه استطاع بكثير من الجهد ان يقدم
سيمفونيتة الرابعة وهى عمل يعبر فعلا عما كان يعانية
شومان فى تلك الفترة من قلق واضطراب والحركة الرابعة
بالتأكيد هى حركة وداع
كذلك الف عمله الرائع فنتازى للكمان والاوركسترا الذى
كتبه خصيصا لصديقة يواكيم كما الف له كونشرتو للالة
نفسها انهاة خلال 13 يوم فقط عام 1853 ولكن الكونشرتو لم
يرى النور الا بعد 84 عام وهو اخر عمل مكتمل له وله قصة
مع الموسيقار الشاب برامز الذى بدأ يتردد على شومان فى
اواخر حياته سنعرفها عند تقديم الكونشرتو
تم عزل شومان عن قيادة فرقة دسلدورف نتيجة شكوى
المسئولين عنه وهبوط مستواة ولكن فجأة وفى بداية عام 1854
استيقظ ليلا وبدأ يكتب بشىء من الهوس لحنا ادعى بان
شوبرت لقنه اياه وشعرت كلارا لاول مرة بالخوف وهنا تذكرت
نصائح والدها اتجه بعدها بايام الى احد الجسور على نهر
الراين ووقف يحدق فى مياة النهر حزينا وفجأة القى بنفسة
فى النهر ولحسن حظه التقطة بعض الصيادين وانقذوة وقد رأه
ايضا عازف الكمان الاول بدسلدورف ولكنه حاول ان يرمى
نفسة مرة اخرى فاضطروا الى تقييدة وقادوة الى المنزل
بالقوة وتحول المشهد فى الطريق الى كرنفال بشع والاطفال
يسخرون منه فقد كان الى وقت قريب اكبر مفكر و موسيقى
عرفته المانيا وقررت كلارا بعد هذة الحادثة ارساله للمصحة
للامراض العقلية بالقرب من بون لم تراة كلارا لمدة سنتين
لان الطبيب نصحها بعم زيارته وكان روبرت يفيق ويكتب لها
رسائل كالتى كان يكتبها منذ عشرين سنة الا ان كلارا تمكنت
من رؤياة بمساعدة برامز الذى كان يباشر علاجه وقد تحول
روبرت الى طفل صغير لم يعد قادرا على تمييز الاشياء ومع
ذلك فقد عرف كلارا وابتسم لها ونطق باسمها وبعد يومين
توفى فى سريرة دون الالام ووجدت كلارا بجانبة مذكرات كتبها
على هامش عمل بجانينى 24 دراسة للكمان وحمل جثمانه
اصدقائة وبرامز و يواكيم وكتبت كلارا تقول ( برحيلة انتهت
سعادتى كلها )
بيانو ومنزل روبرت شومان
شومان عام 1853
كلارا شومان فى اواخر عمرها