الكسندر بورودين (1823-1887)
ولد الكسندر بورودين عام 1833 لاب هو امير من
امراء جروزيا اسمه لوقا جيديانوف ولكنه سجل
ابنه لاحد ارقاء الارض الذين كانوا يعملون عند
والده الشرعى واخذ عنه الاسم الذى يعرف به
بورودين اما امه جيفدوكيا كونستانتينوفا التى
كانت على علاقه بالامير فقد كانت زوجه لطبيب فى
الخدمة العسكرية وكانت ذكية وجميله جدا اهتمت
بتربيته جيدا وساعدها والده الشرعى فى مهمتها
وعاش بورودين حياة سعيدة فى طفولته
كان الطفل بورودين موهوبا ذكيا ادهش عائلته
بمعلوماته وكان يتقن عدة لغات اتقانا تاما
كالفرنسية والالمانية والانجليزية وفى وقت متأخر
الايطاليه وبدأ فى التاسعة بالعزف على البيانو
وتعلم العزف على الفلوت من احد العازفين
بالجيش القيصرى وتعلم العزف على التشيلو وشكل
مع بعض اصدقائه رباعيا صغيرا للوتريات لعزف
اعمال المؤلفين الكباروالف عام 1847 كونشرتو
صغير للبيانو والفلوت ولما كان متعدد المواهب
فقد شغلته علوم اخرى عن احتراف الموسيقى وانصب
اهتمامه على الكيمياء وذهب فى سن السادسة
عشرة ليعمل فى المعامل الجراحية التابعة
لاكاديمية المشفى الامبراطورى وقبل به البروفيسور
زينينا وهو احد ابرز اساتذة العصر تلميذا
لديه وانهى دراسته فى الاكاديميه عام 1858 وحصل
على شهادة الدكتوراة فى العلوم الكيميائية
وكان من بين الاساتذة الذين عمل معهم شخصيات
مثل سيتشينوف و بوتكين ومندلييف مخترع جدول
العناصر الكيميائية وكلها اسماء اصبحت مقترنه
باهم المكتشفات فى تاريخ الفيزبولوجيا والطب
والكيمياء
قطن بورودين عام 1854 فى هايدلبرج وتعرف على
زوجه المستقبل عازفه البيانو جيكاتريت
سرجيفيتش برتوبوبوف وعاش معها قصة حب طويله
انتهت بزواجهما عام 1863 وتذكرنا بقصة حب
كلارا ويك وروبرت شومان فى وقت سابق ويبدو ان
سيمفونيته الاولى التى بدأ فى تأليفها عام 1863
ولدت بتأثير علاقته السعيده وزواجه الناجح ومع
ذلك لم يتم سيمفونيته الا فى عام 1867 لانهماكه فى
اختباراته الكيميائية وقد شجعه بالاكيريف فى
هذا المجال وقدم له المساعدة وجعله ينضم لمجموعة
المؤلفين التى يرأس اعمالها والتى عرفت بعد ذلك
بمجموعة الخمسة الكبار ونصحه للسفر الى اوروبا
للاطلاع على اسليب التأليف الحديثة فسافر الى
فايمار عام 1877 والتقى فرانز ليست وعرض عليه
الرباعى الوترى الاول الذى يظهر فيه تأثير
بيتهوفن على افكاره واعجب ليست بالعمل وعاد
اليه عام 1881 وهو يحمل الرباعى الوترى الثانى
وهو بالتأكيد افضل من الاول وفيه ذكريات
الشباب فى هايدلبرج وعلاقته العاطفيه بزوجته
وساعده ليست بان عرفت اعماله مبكرا فى اوروبا
ودعى الى بلجيكا مرتين لتعزف اعماله عام 1885
و 1886 حيث عزفت اعماله فى بروكسل و لوفان و
انتفيرب ولم ينسى ان يزور فى طريق عودته ليست
وكان هذا اخر لقاء بينهما وتبعه هو بعدها
بسبعة شهور وذلك عام 1887 خلال حفل اقامته
الاكاديمية الطبية ويعتقد انه توفى نتيجة عدوى
جرثوم الكوليرا التى كان يجرى عليها تجارب كثيرة
تاركا خلفه سيمفونية ثالثة ناقصة اكمل
جلازونوف حركتها الثالثة والرابعة واوبرا
واحده هى الامير ايجور عمل فيها لمدة ثمانى عشر
سنه من عام 1869 الى عام 1887 كتب نصها
وموسيقاها بعنايه فائقة لكنه لم ينجح فى
اتمامها واكملها بعد وفاته ريمسكى كورساكوف
وجلازونوف بناء على الافكار التى كان يتناقش
فيها بورودين معهم قبل وفاته ونجح الاثنان فى
النهاية بتقديم العمل عام 1890 فى سان بطرسبرج
اما اعماله الاخرى والتى كتبت على فترات
متفرقة فنذكر منها السيمفونية الثانية
الرائعه والعمل الاوركسترالى الشهير (فى برارى
اسيا الوسطى) الذى الفه عام 1880 والذى يؤكد
تمكنه من فن الكونترابون