حمل من هناطلب الكاتب الكبير النرويجى هنريك ابسن من
جريج ان يؤلف موسيقى مصاحبه لمسرحيته بيرجنت
التى تروى قصة شاب حالم متواكل كسول فيملأ
فراغه بالتجوال بلا هدف اعماله صبيانية
وشيطانية جعلت مواطنيه يكرهونه فلا يحنو احد
غير والدته التى تخشى عليه عاقبه عبثه فيخرج
بيرجنت يوما الى احدى مغامراته المتعددة فيدخل
فرحا ريفيافيراقص احدى الحسان اسمها سولفيج
فهامت به الصبيه حبا ولكنه تركهاليخطف
العروس ويهرب الى الجبل ويتعقبه اهل القرية
ولما شعر بهم ترك العروس فى اليوم التالى وحيده
وهام على وجهه حتى شاهد قصر ملك الجبل فيدخله
خلسة ليبدأ مغامرة جديده وفى هذه المرة يهيم
بحب ابنه ملك الشياطين ولكن الشياطين اكتشفوا
امرة فيتعقبوة حتى سفح الجيل ويضربوة ويعذبوه
ويتركوه بين الحياة والموت فيفيق بيرجنت ليجد
امامه سولفيج ترعاه فى محنته وكانت قد تركت
الديار والاهل باحثه عمن سلبها قلبها
يعيش بيرجنت معها فى كوخ صغير ترفرف عليهما
السعادة لم يعكرها الا عودة الشياطين اليه مرة
اخرى فيشعر بهم بيرجنت فيهيم على وجهه من جديد
تاركا فتاته سولفيج وحيده تعيش على ذكرياتها
ويقودة حنان البنوة الى رؤية امه ase فوجدها
تعانى سكرات الموت فكان لقاء مؤثرا جاب بعدها
بيرجنت بلاد العالم شرقا وغربا فيستقر به المقام
فى مراكش وهناك يجمع ثروة طائله بطرق غير
مشروعة ويهرب بما استولى عليه فى الصحراء
فيلتقى بقبيله يكرمه شيخها وهنا رقصت له
انيترا ابنه الشيخ رقصة شرقية مغريه اخذت
بلبه فاعطاها كل ما يملك فتهرب انيترا بكل ما
تحمله من مال ومجوهرات وتترك بيرجنت فقيرا معدما
جريح القلب فيعاوده الحنين لرؤيه حبيبته
صولفيج فيشد رحاله الى النرويج وبعد رحله
شاقة يجد الكوخ الصغير ويجد صولفيج تغزل ثوبا
لحبيبها تترنم باغنيه عاطفيه يراودها الامل
بعوده حبيبها مرة اخرى فيرتمى بيرجنت تحت قدمى
حبيبته يطلب الصفح والغفران فتفتح له
ذراعيها وتضمه الى صدرها حيث يلفظ انفاسه
الاخيرة ويموت مستريحا
وقد اختار جريج من الموسيقى التى الفها لمصاحبة
عرض المسرحية اربع مقطوعات وضعها فى المتتالية
الاولى التى نالت شهرة عالمية وجاءت على النحو
التالى
1.Morgenstemning (Morning Mood)
2.Aases død (The Death of Åse)
3.Anitras dans (Anitra's Dance)
4.Dovregubbens hall (In the Hall of the
Mountain King)
وقد الفت الموسيقى للعمل عام 1875
المقطوعة الاولى
بعنوان (جو الصباح)
وفيها يترقب بيرجنت طلوع الشمس فرسم جريج هنا
لوحه لطبيعه بلاده عند الغسق فى لحن بسيط ينساب
فى هدوء من اله الفلوت وتعكس الابوا هذا اللحن
ثم يتكرر ظهورة فى الوان زاهيه ليعبر عن طلوع
الشمس ولكن الوتريات الغليظة تؤكد لنا ان
السحاب يحجب طلوع الشمس وتنتهى بنغمات ثلاث
هادئه لتعلن انتصار النور على الظلام
المقطوعة الثانية
(موت اس )
يصور لنا فيها جريج استيقاظ ضميرة ويذهب
لزيارة والدته فيجدها تعانى سكرات الموت وتصور
الموسيقى احاسيس النفس البشرية بين الفرحه
واليأس وفرحه الام بلقاء ابنها والم الفراق
الذى يعانيه بيرجنت قبل وفاه امه
وقد بنى جريج مقطوعته على لحنين
اللحن الاول ينادى بيرجنت امه وهى فى غيبوبتها
ويعزف بالوتريات المكتومة الصوت ويلازم اللحنين
ايقاع ثقيل بصيغة المارش الجنائزى ويقال ان
جريج فى هذة المقطوعه كان يصف احاسيسه تجاه
وفاة والدته التى كان يعتبرها مثله الاعلى
المقطوعة الثالثة
(رقصة انيترا)
يمثل لنا جريج فيها بالموسيقى رقصة انيترا وهى
رقصة شرقية مغريه ترقصها ابنه شيخ القبيله
احتفالا بزيارة بيرجنت للشيخ اثناء تجواله فى
الصحراء وتبدأ بمقدمه تتبعها الرقصة وهو لحنه
الاساسى ثم يتبعه لحن مغاير ثم يعود اللحن
الاساسى من جديد ليختتم الحركة ويلاحظ ان جريج
استعمل الوتريات فى نبر ليعطى الكمان صبغة اله
العود الشرقية بينما استعمل الالات الوترية
المكتومة ليعبر عن جو الحريم الغامض المقنع
المقطوعة الرابعه
(فى ساحه ملك الجبل )
ويصور فيه جريج حركات الشياطين وهم فى طريقهم
لتعذيب بيرجنت وتبدأ المقطوعة بنغمة طويله
معلقة تمثل نظرات الشياطين الفاحصه لوجه بيرجنت
والشرر يتطاير من اعينهم وفى نبر متواصل تمثل
الوتريات الغليظة الصوت حركاتهم العفريتية
وهم يلتفون حول بيرجنت ويعاد اللحن فى تكرار
مستمر تعزفه معظم الات الاوركسترا ليمثل خروج
الشياطين من مخابئهم فى دفعات متتايه لتعذيب
بيرجنت الذى تجرأ غازل اميرتهم ثم تصل الموسيقى
لقمتها الدرامية فى صرخه غاضبه حين ينقضون
عليه يسومومنه الوان العذاب ثم تختفى الموسيقى
ومعها الشياطين بسرعة مارقة