موريس رافيل (1875-1937)
ولد رافيل احد اكبر اساتذة الموسيقى فى الثلث
الاول من القرن العشرين فى سيبور وهى من مدن
الباسك فى اسبانيا فى 7 مايو 1875 لاب سويسرى
هو جوزيف رافيل وكان يعمل مهندس ميكانيكى
وساعد فى اختراع موتور يعمل بالطاقة الحرارية
اما امه مارى ديلورات فقد كانت باسكية تعرف
عليها والده خلال عمله فى تشييد خط حديدى
بمدينة ارانخويز الاسبانية وتزوجا عام 1874
والدا رافيل فى صورة نادرة
وانتقلا بعد ولادة رافيل بثلاثة شهور الى باريس
وقد ابدى رافيل منذ صغرة بالموسيقى وعمل
والدة على تنمية مواهبة والتحق رافيل
بكونسرفتوار باريس عام 1889 فى شعبة البيانو
واشرف على دراسته شارل دى بيريو الذى لقنه
علوم البيانو وتكنيك العزف ثم بيسارد الذى
لقنه الهارمونى وجيداليج الذى لقنه فن
الكونترابون وتعرف عام 1895 على اريك ساتى
كما قرأ اعمال مالارميه وبودلير وبدأ يهتم
بالانطباعيين والموسيقى التى تترجم الشعر الى الحان
حتى قبل ان يستمع لديبوسى واشرف فوريه على
دراسته عام 1897 ولقنه علوم التأليف وقدم
عام 1899 افتتاحية شهرزاد وهو واقع تحت تأثير
شابرييه وليست واستقبلت بالصفير وبدأت
مشاكله مع الاكادميين فى الكونسرفتوار عام 1901
عندما فشل فى الحصول على جائزة روما ولم تحصل
الكنتاتا النى الفها بعنوان ميرها سوى على
الجائزة الثانية واعاد المحاولة مرة اخرى فى
العام التالى وتقدم بكنتاته جديدة هى الكيون
ولكنه فشل مرة اخرى وفاز بها مؤلف مجهول اليوم
هو ايميه كونك فتقدم للمرة الثالثة عام 1903
بكنتاته اليس ولكن مؤلف مجهول ايضا فاز بها
وكان خلال تلك السنوات الف افضل الاعمال التى
كتبها فى حياته مثل بافان لاميرة راحله والعاب
الماء ورباعيته الوترية من مقام فا كبير التى
الفها عام 1903 وفى عام 1904 انهمك فى تاليف
عمل اوركسترالى غنائى بعنوان شهرزاد عن نص
اديب انطباعى هو تريستيان كلينجسور وعاد عام
1905 فتقدم للمسابقة من جديد ولكنه حرم من
المشاركة لسببين اولهما انه قد تجاوز السن المحددة
للمشاركة وثانيهما انه سخر من الاكاديمية
والاكاديميين مما اثار عليه اساتذة
الكونسرفتوار واعضاء الاكاديمية واشتهرت
قضيته فى الرأى العام بقضية رافيل ودافع عنه
الكثير امثال رومان رولاند الذى هاجم اساتذة
الاكاديمية والطريقة التى يقيمون بها الاعمال
الموسيقية كما انضم له الكثير المدافعين عن
رافيل امثال دى فايا و فلورنت شميت وسترافنسكى
ودياجيليف ونيجنسكى وكوكتو مما اضطر مدير
الاكاديمية الى الاستقالة وتولى ادارته فوريه
واصبح رافيل اشهر موسيقى فى فرنسا كلها مما
ساعد على تقديم اعماله بعد ذلك وكان قد الف فى
عام 1905 عمله المشهور المراياواثارت مؤلفاته
جدلا ادبيا ونقديا كبيرا واعتبرة البعض مقلدا
لديبوسى ولكن يجب ان نذكر هنا انه كان يكتب
بروح العصر الذى عاش فيه والدليل انه قدم
عام 1908 وقبل عامين من تقديم ديبوسى لايبريا
عمله الرائع الرابسودى الاسبانية ثم اتبعه
بعمل رائع للبيانو هو جسبار الليل وعمل
للبيانو جميل اسمه امنا الاوزة ثم قدم مسرحيته
الساعة الاسبانية عام 1912 ثم باليه دافنيس
وكلوييه بناء على طلب فرقة الباليه الروسى
وحققت نجاحا كبيرا ثم توقف عن التأليف فجأة
عندما نشبت الحرب العالمية الاولى عام 1914
وتقدم بطلب لتجنيده الى السلطات المختصة الا ان
طلبه رفض باعتبارة ثروة قومية فنية لايمكن
تعويضها الا انه اصر وارسل رسالة احتجاج الى
ادارة التجنيد فاعتذروا بحجة انه قصير القامة
نحيل الجسم كبير فى العمر لايصلح للخدمة الا ان
وزارة الحرب الفرنسية رضخت فى النهاية وتم عام
1916 تجنيدة وارساله الى جبهة الدفاع الوطنى
كسائق للحافلات العسكرية فى منطقة شالون على
المارن ولكن صحته الضعيفة لم تتحمل البرد القارص
فاصيب بالدوسنتاريا واجريت له عملية جراحية
صغيرة وفى تلك الاثناء توفيت امه
رافيل فى معهد الكونسرفتوار بباريس
عاد رافيل للجبهة من جديد الا ان صحته تراجعت
وتم تسريحة من الخدمة نهائيا عام 1917 وعندما
عاد لباريس لم يتحدث عن ظروف الحرب واعتبر ان
ماقام به هو واجب وطنى عادى وعندما رشح لنيل
وسام جوقة الشرف اجتج ورفض الوسام وكان فى
العام السابق قدم عملا للبيانو شهير باسم قبر
كوبيران تخليدا لعدد سته من اصدقائه سقطوا فى
معارك الحرب العالمية الاولى تلاه مصنف شهير اخر
هو الفالس قدمه عام 1920 وفى عام 1922 قام
بتوزيع عمل الموسيقار الروسى مسورسكى (لوحات
من معرض) للوركسترا وبعدها قام بجوله اوربية
شملت امستردام والبندقية ولندن التى كان
مواطنوها يقدرونة خاصة بعد عرض اوبرا
(الساعة الاسبانية) بها عام 1919 وزار خلال عام
1924 اسبانيا وتجول فى مدنها واستقبل بترحاب
كبير كما الف عام 1924 عملا فريدا للكمان هو
الرابسودى للكمان والاوركسترا (تزيجان) وزار
عام 1928 الولايات المتحدة وكندا واستقبل بحماس
كبير ثم الف بعد ذلك اشهلر اعماله الى اليوم
(البوليرو) الذى كتبه بناء على طلب الراقصة
ايدا روبنشتين وقدم فى باريس بنجاح ساحق وقال
ردا على منتقدية والذين سخروا من عمله (كان
بامكان اى ولد من اولاد الكونسرفتوار ان يؤلف
هذا المصنف لو استطاع ان يكشف الفكرة
الاساسية القائمة على تغيير طبقة الصوت بين
اللحن و الايقاع وفى عام 1931 كتب مؤلف
للبيانو والاوركسترا كبير هو كونشرتو اليد
اليسرى ليعزفه بول فيتجنشتاين الذى فقد يده
اليمنى اثناء الحرب العالمية الاولى وقدم بفيينا
بنجاح كبير وانهى كذلك كونشرت اخر للبيانو من
مقام صول كبير عام 1932 حققت الحركة الثانية
منه الاداجيو نجاح كبير بعدها تعرض لحادث سيارة
ادى الى اصابته بشللجزئى ونظمت له ايدا
روبنشتين عام 1935 رحلة الى اسبانيا والمغرب الا
انه كان يشعر باحباط كبير بعد عجزة عن المشى
والكلام والعزف على البيانوفطلب ان يرجع الى
فرنسا عام 1936 وعاش بقية حياته مع عدد من
القطط السيامية التى كان يحبها كثيرا وقام
باجراء عملية جراحية بعد ان تدهورت صحته
وفقد ذاكرته تماما ولكن العملية لم تنجح وتوفى
فى 28 يناير من عام 1937 ودفن بجانب والدية فى
لافالواز
كان لدى رافيل هواية غريبة وهى جمع الساعات
القديمة المتنوعة وقد صرح سترافنسكى الموسيقار
الروسى وصديقة الحميم ذات مرة ان رافيل خبير
وعالم فى صنعة الجواهر الموسيقية الدقيقة
وقد تم منحة الدكتوراة الفخرية من جامعة
اوكسفورد فى الموسيقى ويعتبر رافيل احد ائمة
عزف البيانو فى التاريخ
كان يتميز طوال حياته بميول طفولية فضلا عن
شغفه بكل ما هو خرافى واسطورى ويعتبر واحد من
اربعة عمالقة مجدهم التاريخ الموسيقى فى
التوزيع الاوركسترالى (برليوز-كورساكوف-ريتشارد
شتراوس-رافيل)
وقد كان رافيل مهتما بموسيقى الجاز والبلوز
والايقاعات الاسبانية
وفن رافيل ليس مرتبطا بفن ديبوسى لانه اقرب
الى الكلاسيكية منه واشد وعيا بالبناء الموسيقى
كما تضمنت موسيقاة بعض الالحان الشعبية
الفرنسية كما اعاد احياء فن الكلافسان الذى
ظهر عند رامو و كوبيران
والحانه جميلة انيقة ومليئة بالحياة وايقاعتها
واضحة ودائما يبدع فى تحوير الفكرة الموسيقية
كان دائما يعنى بالتفاصيل الصغيرة فى موسيقاة
وهو السر الذى يكمن وراء التأثير المذهل
لموسيقاة الغير مألوفة