البرازيل
هايتور فيلالوبوس
Villa-Lobos (1959- 1887
وهو أشهر مؤلفي أمريكا اللاتينية وأوسعهم خيالا وأشدهم ابتكارا
وأغزرهم إنتاجاً إذ كتب قرابة ألف عمل موسيقي في كل الأنواع
ولذلك طغت شهرته على كل معاصريه وحقق شهرة دولية بكل المقاييس
وقصة هذا الفنان في تناوله للموسيقا وتحصيله لها من منابعها المحلية
وأسلوبه الموسيقى صورة صادقة لصفات الشخصية البرازيلية وما فيها
من متناقضات تجمع بين الفخامة والتوهج والبهرجة والقلق والحنكة تلك الصفات
قد تفسر الكم الهائل لإنتاجه كما تفسر منطلقه الحدسي نحو الموسيقى التي قال
أنها »ضرورة بيولوجية « لحياته. وقد ظل طوال حياته يتجنب الخضوع التقليدي
لأي نمط موسيقي وهذا ما أضفى على موسيقاه قوتها وأصالتها من جانب وعدم
تعادلها من
جانب آخر وفيلالوبوس قد علّم نفسه الموسيقى إذ لم يوفق في الالتزام بأي دراسة
أكاد يميه لها. وهو قد تلقى دراسته الأولى من والده الهاوي في عزف
التشللو في سن مبكرة جدا وظل التشللو الآلة الوحيدة التي درسها بشكل
جدي طوال حياته إذ درسه على أحد أساتذة كونسرفتوار العاصمة أما
الجيتار آلته الثانية المحببة ومحور الموسيقى البرازيلية فقد تعلمه من
مخالطته للموسيقيين المتجولين من عازفي الموسيقا الخفيفة
وفي الثامنة عشرة بدأ أولى رحلاته داخل البرازيل مع هؤلاء
الموسيقيين ( Choroes) )وهي رحلات ثلاث استمع فيها ا لموسيقا البرازيلية
في كل المناطق البعيدة التي لا تتاح موسيقاها في العاصمة وجمع الموسيقا
الشعبية وبدأ يكتب الموسيقا بشكل جاد وتخللت هذه السنوات فترة قصيرة
حاول فيها الانتظام .بمعهد الموسيقا في العاصمة ولكن طبيعته البوهيمية
والخبرة التي اكتسبها في رحلاته جعلته لا يطيق صبرا على الدراسة
الأكاديمية فتركها ولكنه استعاض عنها بالتوفر على كتب التأليف
المعروفة كما اطلع بنهم على مدونات عظماء المؤلفين واستمد منها
اساسيات لغته الموسيقية الخاصة وكان يكسب عيشه من العزف
في المقاهي ودور السينما ومن العمل في المصانع أحيانا وظل يكتب
ا لموسيقا بلا انقطاع في كل الأنواع اﻟﻤﺨتلفة وفي عام ١٩٢٢ كلفته الحكومة
بتأليف عمل سيمفوني ليقدم في احتفالات استقلال البرازيل فكتب
سيمفونيته »الحرب « وهي الأولى من ثلاثيته عن الحرب العالمية الأولى
والثانية كانت »النصر « والثالثة: »السلام « وبهذه الثلاثية حصل على
الاعتراف بموهبته كما حصل على دعم مالي من حكومته ومن بعض الأثرياء
مثلم آرثور رو بنشتاين فسافر لباريس وبقى بها حتى1930
فتحت باريس أبوابها لهذا البرازيلي الشاب وهناك تعرف عن قرب
على موسيقا رافيل والانطباعية عامة ومجموعة »الستة « كما درس موسيقا
باخ بعناية خاصة.
بدأت تتجمع بين يديه خيوط النسيج المكون لأسلوبه الفريد والمكون من
مزيج من التأثيرات الفرنسية مع الخلفية البرازيلية البرتغالية التي تشرب
بها في صغره ورحلاته وبعض المؤثرات الهندية وأساليب الموسيقية
المتجولين Choroes الشعبي ولمسات من الجاز واحتفت به الأوساط
ا لموسيقية في باريس ونظمت حفلات من مؤلفاته أثارت حماسا كبيرا
وأثنى عليها الموسيقيون والنقاد ووجدت طريقها للنشر ولقاعات
الموسيقا ومع ذلك فقد أثارت موسيقاه جدلا حادا في بلاده مابين التأييد
والتحمس والاحتقار العلني لما فيها من انتخابية وبعض مظاهر السوقية
وافتقارها للوحدة العضوية الناتجة عن سرعة تدفق كتاباته والنقص في
قدرته على النقد الذاتي كذلك لجرأته!
البرازيل تكتشف مؤلفها ورائد التربية الموسيقية فيها:
عاد المؤلف لبلاده سنة ١٩٣٠ وشارك المصورين والمعماريين من مواطنيه
في دفع مسار القومية البرازيلية على أسس معاصرة راسخة الجذور في
التراث المحلي في حركة »قومية حديثة « شملت كل فنون البرازيل وتحول
فيالوبوس الفنان البوهيمي الذي عاش حياته يوما بيوم بعد ذلك إلى المسئول
الرسمي وا لموجه المطلق لموسيقا بلاده إذ كلفته الحكومة العمل مستشارا
لشئون الموسيقا سنة ١٩٣٠ فتوفر منذ ذلك الوقت بجانب التأليف على مهامه
في تنظيم التعليم والتربية الموسيقية من الطفولة إلى التعليم المتخصص
وتنظيم الحفلات والحياة الموسيقية والبحث وتنشيط وتشجيع
المؤلفين البرازيليين وقاد تجربته الناجحة في نشر الاهتمام القومي بالموسيقا
البرازيلية وكانت الحركة التي عرفت باسم Canto Orfeonica والتي طرح أول
نتائجها في تجمع من الأصوات الإنشادية سنة ٣٣ في العاصمة بلغ عدده
أثنى عشر ألف صوت ١٢٬٠٠٠ وهكذا بدأ حركة ثورية في التعليم الموسيقي
شملت الطفل والعلم في إطار موسيقي قومي وتربوي وتولى بعد ذلك
كتابة المواد والتمرينات الموسيقية المتدرجة لهذه الطريقة الغنائية التربوية
فكتب تمرينات ومقطوعات Solfejos و اورفيونيكا وهي تغني بالطريقة
الصولفائية) وعن طريقها يتعلم الطفل نظريات الموسيقا وتطبيقاتها
مقطوعات أعدها فيلا لوبوس على أساس الموسيقا البرازيلية
وفى سنة ١٩٤٢ أنشأ تحت إشراف الحكومة معهدا موسيقيا في العاصمة
وتولى إدارته لفترة وأصبح هذا المعهد نموذجا للعمل ا لموسيقى القومي
الشامل وفى عام ١٩٤٥ أنشأ الأكاديمية البرازيلية للموسيقا واختار
أعضاءها ورأسها حتى وفاته وباستثناء رحلاته للمؤتمرات الدولية أو
لزيارة فرنسا وأمريكا لقيادة مؤلفاته فقد كرس السنوات الأخيرة باخلاص
تام لبناء الموسيقا البرازيلية ودفعها في كل مجالاتها وأصبح بطلا قوميا في
بلاده.
يتعذر مع مثل هذه الغزارة أن نعرض لأعمال فلالوبوس بالتفصيل أو
أن ننتخب المؤلفات القومية منها فهي جميعا قومية مع تفاوت في الأساليب
والوسائل وهو قد كتب ١٢ سيمفونية وعدة أوبرات وستة باليهات وعدة
كونشيرتات وسبع عشرة رباعية وترية وعددا من الأعمال الهامة لتكوينات
طريفة من الآلات والأصوات أدخل في بعضها آلات إيقاع شعبية برازيلية.
ومن هذه الأعمال ا لمتنوعة نتوقف لحظة عند مؤلفة مبكرة أنجزها قبل
سفره لفرنسا سنة ١٩٢٣ وهى »التساعية Nonetto « التي أسماها انطباعات
سريعة من كل أنحاء البرازيل وهى مكتوبة ﻟﻤﺠموعة من آلات النفخ الخشبية
والهارب والبيانو وآلات الإيقاع الأوروبية والبرازيلية الشعبية والكورال.
وبهذا العمل الجريء أراد المؤلف أن يحتضن البيئة السمعية لبلاده فاستلهمه
من الموسيقا البرازيلية الدارجة التي مارسها مع الموسيقيين المتجولين في
في تلك الفترة وأثراه بخبراته ا لمكتسبة من رحلاته داخل البرازيل.
ومن أعماله القومية ذات المغزى عمل أسماه »خوروس «Choros وهو مجموعة
من ست عشرة قطعة لا يربط بينها إلا تعبيرها المنوع عن جوانب من تقاليد
الموسيقا المحلية البرازيلية وهكذا نجده قد حول موسيقا »الخوروس « إلى
صيغة جديدة تندمج فيها عناصر البرازيل الموسيقية والهندية والدارجة
بألحانها وإيقاعاتها وآلاتها
كان فيلا لوبوس اول مؤلف يجمع بين فن الغابه القديم (الحان الامازون) والفن
الغربى الحديث بقوالبه الكلاسيكية الصارمة ابتداء من فن الفوج على يد باخ انتهاء
بما الفه من 12 سيمفونية استعمل فيها كل الاساليب الحديثة كما اوجد قالبا برازيليا
خالصا هو الخوروس لم يكن يعرف الاوروبيون عنه شيئا حتى عام 1925 وحافظ
على الايقاع واللحن وخصائص الموسيقى البرازيلية حتى فى اعماله المسماة
الباخيات ليصبح الاب الاول للموسيقى البرازيلية الحديثة
وفيما يلى اهم مؤلفات فيلا لوبوس الموسيقية
كتب العديد من المؤلفلت تراوحت ما بين 1500 الى 2000 عمل نذكر منها
خمس اوبرات
15 باليه
مؤلفات دينية عديدة
قداس سان سباستيان
تسع باخيات برازيلية
16 خوروس متنوع
12 سيمفونية اهمها الثالثة (الحرب) والرابعة (النصر) والخامسة(السلام)
5 كونشرتو للبيانو
كونشرتو للكمان
كونشرتو للتشيلو
كونشرتو للهارب
المتتابعة الاوركسترالية (كشف البرازيل)
اعمال عديدة لموسيقى الحجرة
17 رباعية وترية
مؤلفات للبيانو