جورج جيرشوين ( 1898 -1937 )
ولد اكبر اساتذة الموسيقى الامريكية فى العصر الحديث فى
بروكلين ( نيويورك) عام 1898 لاسرة متواضعة من اصل روسى
هاجرت الى الولايات المتحدة وتلقى فى طفولته دروس عادية
على البيانو ولكن وضع العائلة الفقير منعه من مواصلة
دراسته واضطر فى السادسة عشر ان يعمل عازفا للبيانو لاحدى
دور النشر المهتمة بالموسيقى وخاصة موسيقى الجاز فى
نيويورك ولكن هذا لم يمنعه من مواصلة اهتمامة بالعلوم
الموسيقية
ولقنه جولد مارك فن الهارمونى وقدم اول اعماله الناجحة (
لالا لوسيل ) والف فى العام نفسة اغنية ( سوان ) التى راقت
رواجا كبيرا وبيع منها فى عام واحد مليون نسخة وجاءة بعد
خمس سنوات ملك الرقص المتوج ( بول وايتمان ) بطلب غريب
هو تأليف موسيقى اوركسترالية راقصة خاصة به فكتب اول
اعماله الكبيرة ( الرابسودى الزرقاء ) للبيانو
والاوركسترا عام 1924 ونجح العمل بسرعة كبيرة وعبر الاطلسى
الى اوروبا ولكن الكونشرتو للبيانو فى مقام فا كبير الذى
كتبه عام 1925 لم يحقق النجاح ذاته مع انه بعد ذلك
اعتبر من انجح اعماله
كذلك كان مصير عمله الغنى عن العريف ( امريكى فى باريس )
عام 1928 وسقطت اعماله تباعا ولم تعرف الافتتاحية
الكوبية عام 1932 اى نجاح ولا الرابسودى الثانية
للاوركسترا عام 1931 اى نجاح فاضطر الى الذهاب الى
الموسيقار الفرنسى رافيل لتلقى النصح الا ان رافيل لم يجد
عنده ما ينصح به الموسيقى الشاب
فاتجه جيرشوين الى كتابه اعمال لاقيمة لها واتفق مع مسارح
برودواى فى هوليوود لكتابه موسيقا للاعمال المسرحية
الخفيفة التى كان يقبل عليها الجمهور كان من نتائجها
عمله الاوبرالى الكبير للمسرح ( بورجى و بس ) الذى كان
حصيلة عمله فى مسارح برودواى مستمدا الحانها من الفلكلور
الامريكى و موسيقى الجاز وموسيقى الهنود الحمر والزنوج
ويعتبر هذا العمل اول اوبرا فى تاريخ الموسيقى الامريكية
اوبرا بورجى وبس
بعد عامين من تقديم الاوبرا دخل المستشفى لاستئصال ورم
سرطانى توفى بعدها بايام وكان ذلك عام 1937 قبل ان يتم
39 من عمرة
لاشك ان اعمال جيرشوين الكبيرة مثل الرابسودى والكونشرتو
والافتتاحية الكوبية وامريكى فى باريس تعتبر اليوم مثل
الصور السيمفونية ومن الخطأ مقارنتها بالسيمفونية
الاوروبية تميزت اعماله بقربها من موسيقى الجاز وقد اثر
هذا اللون من الموسيقى فى اساتذة الجيل اللاحق من
الموسيقيين الامريكيين والاوروبيين واوجدت اصول للاوبرا
الامريكية استخدمت الى اقصى حد من جانب برنشتين بعد ذلك
ومع ذلك لم تكن موسيقى جيرشوين سهلة واعماله للبيانو
تشهد على دراسته العميقة لاساتذة الموسيقى الكبار فقد
اعطاه الجاز الروح واحب موسيقى الزنوج والهنود الحمر حتى
النهاية