نيقولاى ريمسكى كورساكوف (1844 -1908 )
ولد كورساكوف فى تيكهفين ( نوفوجورد ) فى 8 مايو عام 1844
لاسرة ارستقراطية عريقة من اصل تشيكى استوطنت روسيا
منزل كورساكوف
قادمة من لاتيفيا فى نهاية القرن الرابع عشر لكنها لم تكن
اسرة غنية وقد شغل والد كورساكوف اندريفتش (1784-1862 )
نائب حاكم تيكهفين قبل ان يتولى مركز حاكم فولين ولكنه
فصل من عمله واحيل للتقاعد لضعف ادارتة ولانه كان حاكما
لينا وذو ميول دينية كما منح جميع الارقاء الذين يعملون
عنده العتق من العبودية اما ام كورساكوف صوفيا
فاسيلييفنا فكانت ابنه غير شرعية لاحد اصحاب الاراضى وكانت
على درجة من الثقافة وتجيد العزف على البيانو والغناء
والد ووالدة كورساكوف فى صورة نادرةولكن اهم الذين اثروا على كورساكوف هو شقيقة فوين الذى
كان يكبرة بعشرين سنه ويجيد العزف على البيانو بشكل جيد
وقراءة النوتات الموسيقية وهو الذى لقنه دروس الموسيقى
الاولى قبل ان يشرف استاذ محترف هو اوليخ على دراساته
الموسيقية ولكنه اصر على تلقينه مبادىء الموسيقى النظرية
الصعبة ولم تتعدى معلومات كورساكوف حتى الثانية عشرة سوى
بعض المبادىء والمعارف الصغيرة ولم تكن لدى والدية رغبة
فى ان يكون موسيقيا وكان شقيقة فوين وهو بحار مشهود له
يتمنى ان يصبح (نيكى) كما كانوا يسمونه بالمنزل بحارا
ايضا وكان فوين يشغل وقتها مدير الاكاديمية البحرية فى
سان بطرسبرج وبتدبير منه تم قبول نيكولاى فى الاكاديمية
البحرية عام 1856 ومع ان كورساكوف عاش من صغرة فى النظام
العسكرى القاسى بالاكاديمية فقد استطاع ان يتأقلم بسرعة
مع الروح العسكرية وربما ساعده وجود شقيقة على رأس
الأكاديمية لكن القوانين العسكرية طبقت عليه مثل اى طالب
اخر وقد اطلع كورساكوف خلال سنوات دراستة على الادب الروسى
فقرأ لبوشكين –ليرمنتوف-جوجول وتردد فى الوقت نفسة
بمرافقة شقيقة الى المسرح واستمع لاعمال جلينكا ( ايفان
سوسانين- روسلان و لودميلا ) واكتشف أعمال بيتهوفن
الموسيقية وتأثر بسيمفونيتة الريفية كثيرا فقام شقيقة
بتعيين استاذ جيد للبيانو له هو كانيل الذى بدأ منذ عام
1859 تلقينه اصول العزف على البيانو ولكنه اكتشف ان
كورساكوف اضاع الكثير من سنوات عمرة دون ان يتعلم العزف
الصحيح الا ان شقيقة لم يكن يرغب ان يصبح كورساكوف
موسيقيا وكانت الامور ممكن ان تنتهى عند هذا الحد .
صورة نادرة لكورساكوف وهو طالب بالاكاديمية البحريةإلا انه فى عام 1861 التقى كورساكوف بالموسيقار ميلى
بالاكيريف الذى اعجب بموهبته وأعطاه بعض الدروس والنصائح
ثم تعرف على شاب اخر موسيقى هو سيزار كوى والتقى بالناقد
( ستاسوف) ثم بموديست مسورسكى الذى كان يفضا الفودكا على
كل شىء اخر وتبلور فى هذا الوسط الموسيقى اتجاة
كورساكوف وبدأ فى تأليف سيمفونيتة الاولى التى ساعده فيها
بالاكيريف لكن شقيقة فوين الغى جميع مشاريعه الموسيقية
عندما اصر ان يتابع دراسته فى الاكاديمية البحرية وان
يقوم برحلته البحرية الاولى التى كانت شرطا اساسيا لكى
ينال الطالب شهادته ويصبح ظابطا فى الاسطول البحرى فبدأ
عام 1862 رحلته على متن السفينة ( الماز) فى رحلة حول
العالم استمرت ثلاث اعوام عانى فيها الكثير من النظام
العسكرى القاسى والعمل ليل نهار فى جميع الاعمال من تنظيف
السفينة الى الاعمال التكنيكية كما عانى من دوار البحر
والعواصف واشعة الشمس المحرقة وانواع الطعام التى اضطر
لتناولها ولكن ذلك اكسبه ميزة بناء لجهاز عصبى ونفسى
متوازن والانتصار على جميع العقبات الت واجهها وعندما رست
السفينة فى النهاية فى ميناء كرونشتادتسك فى عام 1865
كان بامكانه وهو فى الواحدة والعشرين من عمره ان يختار
المستقبل الذى يلائمة
السفينة الماز التى ابحر عليها كورساكوف لمدة 3 سنوات استمر كورساكوف فى الخدمة العسكرية بعد ذلك لمدة 8
سنوات عمل فيها على تنمية اسلوبه وبدأ فى تأليف بعض
الاعمال الاوركسترالية التى حققت نجاح كبير فبعد
السيمفونية الاولى التى قدمها بالاكيريف عام 1865 الف
عملين هما (سادكو) 1867 والفنتازيا على الحان صربية عام
1867 ثم اتبعهما بسيمفونيتة الثانية المسماة (عنتر) عام
1869 والتى جعلت منه وهو فى الخامسة والعشرين مؤلفا
شهيرا ودلت على الروح الشاعرية التى يتمتع بها والتى
ميزته عن اصدقائة مجموعة الخمسة الكبار
صورة نادرة تجمع مجموعة الخمسة الكبار (كورساكوف-بورودين-بالاكيريف-كوى-مسورسكى)
ولكن كورساكوف لم يكن راضيا عن اعماله ولحسن الحظ ادرك
ان عمله (عنتر) عمل غير متكامل فنيا وانه اذا اراد ان
يكون يصبح مؤلفا كبيرا فان عليه التركيز على العلوم
النظرية وفى عام 1871 استدعى للتدريس بكونسرفتوار سان
بطرسبرج ليشغل استاذ مادة التأليف والغريب انه لم يكن
يعرف شيئا عن مبادىء ونظريات الموسيقى وهكذا اضطر استاذ
مادة التأليف ان يدرس المواد التى يدرسها للطلاب لكى
يستطيع تدريسها للتلاميذ الذين كان من بينهم وقد تستغرب
من هذا وبعضهم اساتذة الجيل التالى فى روسيا ( ليادوف -
جلازونوف-سترافنسكى - بروكفيف - رسبيجى الايطالى -
جريتشانيوف )وكان هذا الامر منعطفا هاما فى حياته لان
اتقانه لاسس ومبادىء العلوم الموسيقية ساعده فى السنوات
التالية فى خروجة على بالاكيريف واساتذة المدرسة الروسية
الذين لم يعترفوا ابدا باسبقية العلوم النظرية على عملية
التأليف الموسيقى وقد اهتم كورساكوف كذلك بالعلوم
القديمة وخاصة فن الفوج والبوليفونى ودرس مؤلفات
بالسترينا وباخ وهاندل وموزار وبيتهوفن وشوبرت ونجح فى
النهاية فى الالمام بجميع العلوم النظرية وانعكس ذلك على
اعمالة المستقبلية خاصة عملة المشهور ( شهرزاد) و (
الكابريشيو الاسبانى ) كما كان عام 1871 عاما مصيريا فى
حياته حيث توفى شقيقة فوين بازمة قلبية فجأة واضطر ان
يقطن ولاسباب مادية فى منزل واحد مع مسورسكى وتعرف على
اعماله خاصة اوبرا (بوريس جودونوف) والتى قام بعد ذلك
بتكملتها عرفانا لصديقة كما بدأ فى تأليف اوبراه (غادة
بسكوف) او القيصر ايفان الرهيب وكان يقتسم مع مسورسكى
المنضدة التى كانا يعملان عليها فكان كورساكوف يعمل نهارا
فى اوبرا غادة بسكوف ومسورسكى يعمل ليلا فى بوريس
جودونوف لكنه لم يمكث مع صديقة اكثر من عام لانه تعرف على
فتاة جميلة هى ( نادجيدا بورجولدوف ) التى كانت تجيد
العزف على البيانو بشكل جيد وتزوجها فى صيف 1872 وذهب
ليعيش معها وترك صديقة مسورسكى
زوجة كورساكوف ( نادجيدا بورجولدوف )كانت السنوات حتى عام 1881نوات هامة فى حياة كورساكوف
حيث نضجت افكارة وتعرف على مؤلفات الادباء الالمان مثل
جوته وشيللينج وتعرف ايضا على المؤلفات الجديثة لاساتذة
مثل برليوز و ليست فقدم عام 1873 اوبرا غادة بسكوف على
مسح مارينسكى بسان بطرسبرج كما عين مدير لحفلات
الكونسرفتوار حتى عام 1881 بعدها قام بتنقيح اوبرا بوريس
جودونوف لمسورسكى وكذلك الخوفانشينا 1886بسبب وفاة
صديقة كما الف سيمفونيتة الثالثة عام 1884 وكونشرتو
للبيانو عام 1882 وكان سبب شهرتة فى روسيا والعالم
المتتابعة السيمفونية شهرزاد عام 1888 كما عين عام 1886
مدير لحفلات الفرقة السيمفونية الروسية وهى الحفلات التى
انشأها واشرف عليها الناقد بيلاييف واستمر يشغل هذا
المنصب حتى عام 1890 ولكن علاقته بممثلى المدرسة القومية
وبذات مع بالاكيريف ساءت خاصة بعد نشر كتابه الشهير عام
1886 فن الهارمونى حتى ان بالاكيريف رفض مصافحته امام جمع
غفير من المجتمع وتركت تلك الحادثة بالاضافة الى وفاة
ابنين له ووالدته عام 1891 اثرا سيئا عليه ولكنه بفضل
الايام التى قضاها بالاكاديمية البحرية سابقا اعطته صلابة
ولم يترك الحزن يسيطر عليه وعاد للاهتمام بعمله
مسرح مارينسكى بمدينة سان بطرسبرج- روسياالف كورساكوف خمس اوبرات جديدة هى سينجورتشكا او ابنة
الثلج التى قدمت فى سان بطرسرج عام 1892 الا ان اهم
اوبراته هى اوبرا موتسارت و ساليرى عام 1898 وحققت نجاح
كير عندما قدمت ايضا فى سان بطرسبرج تلاها فى العام
التالى اوبرا خطيبة القيصرعام 1899 ثم اوبرا قصة القيصر
سلطان التى قدمت فى موسكو عام 1900 واوبرا السيدة
فويفودا التى قدمت فى سان بطرسبرج عام 1903 واخيرا اوبرا
كاستشاى الذى لايموت وقدمت ايضا فى سان بطرسبرج 1905 عن
نص كتبه بنفسةواوقفت السلطات القيصرية عرضها الاول وطرد
فى العام ذاته من الكونسرفتوار بسبب وقوفة الى جانب
الطلاب فى تأيدهم لثورة 1905 التى جرى قمعها بعنف مع ان
ريمسكى كورساكوف لم يكن ثوريا ولم يهتم بالسياسة طوال
عمرة
صورة تجمع كورساكوف بافضل تلاميذة جلازونوف و ليادوفكما كتب رسالة نشرتها صحف سان بطرسبرج احتج فيها على
تصرفات الحكومة القيصرية وقام زملاؤة اساتذة الكونسرفتوار
باعلان تأيدهم له وقدم جلازونوف وليادوف استقالاتهم ايضا
وارسل اساتذة كونسرفتوار موسكو برسالة نشرتها الصحف
رساكوف واضطرت الحكومة القيصرية للتراجع عن موقفها
واستدعى كورساكوف ليتولى منصبة من جديد وكذلك زملاؤة
وبهذا استقل الكونسرفتوار عن الحكومة والسياسة واصبح
مسئولا عن الفن الا ان هذا الوضع لم يستمر طويلا حتى عام
1917 عندما قامت الثورة البلشفية ووضع الكونسرفتوار تحت
وصايتها ولحس الحظ لم يعش كورساكوف تك اللحظات ليرى
ماحدث للكونسرفتوار واساتذته واكتفى فى العمل باقى حياته
فى اوبرا مدينة كيتيج غير المرئية والعذراء فيفيرونا
وهى واحدة من افضل اعمالة للمسرح الغنائى فى حياته وحققت
نجاحا كبيرا عند عرضها واتم بعدها اوبرا الديك الذهبى
اخر اوبراته المشهورة وهى اوبرا كوميدية من تأليف بوشكين
رفض المسرح القيصرى تقديمها اعتبرها النقاد افضل اوبرا
عرفها المسرح الغنائى الروسى فى تاريخة الا ان وفاة
كورساكوف فجأة عام 1908 نتيجة ازمة قلبية بمدينة لوبنسك
كونسرفتوار سان بطرسبرج ايام كورساكوفكورساكوف فى حجرة مكتبة بالمنزل