Luigi Boccherini
لويجي بوكريني Luigi Boccherini مؤلف موسيقي
وعازف تشيلّو إيطالي ولد في لوكّا وتوفي في
مدريد (إسبانيا)، وهو ينحدر من عائلة ذات
مواهب فنية. كان أبوه عازف (كونترباص) وأخوه
شاعراً وراقصاً، وأخته راقصة باليه
بدأ بوكريني دراسته الموسيقية في سن مبكرة
لدى الإدارة الموسيقية للكاتدرائية المحلية.
وتوجّه إلى روما، في سن الثالثة عشرة،
ليتابع دراسته الموسيقية. وفي العام
التالي، عزف مع أبيه في أوركسترا المسرح
الملكي في فيينا وتأثر بجوها الموسيقي وخاصة
أعمال الألماني كريستوف فيليّبالت جلوك
بدأ بوكريني عمله مؤلفاً موسيقياً عام 1760 إذ
كتب ست ثلاثيات لآلتي كمان وتشيلو أعجبت
جلوك. وقدّم في رحلته الثالثة لفيينا، عام
1764، حفلاً موسيقياً قوبل بترحاب كبير. وفي
العام ذاته، عاد إلى لوكا ليعين في أوركسترا
كنيستها مسهماً بمؤلفاته الموسيقية
بالاحتفالات الدينية وأعيادها.وألّف بين عامي
1761 و1766 رباعياته الست الأولى وبعض
المؤلفات الموسيقية الدينية
مثل «الأوراتوريو» و (الكانتاتة) إضافة إلى
مشاركته في أوركسترا مقاطعة لومبارديا.
طوّر بوكريني الأسلوب الحواري في الرباعية
الوترية فجعل آلة التشيلّو تسهم إسهاماً مهماً
يماثل أثر آلتي الكمان والفيولا .وفي الحقبة
ذاتها، شكّل فرقة رباعية مع عازفي الكمان
بيترو نارديني وفليبو منفريدي وعازف الفيولا
جوزييه كمبيني وكان الرباعي المختص الأول في
إيطاليا. وغادر بوكريني لوكا، بعد وفاة
والده عام 1766، وتوجّه إلى باريس حيث قدّره
الفرنسيون ونشروا أعماله. وقام بعدة جولات
موسيقية، بصحبة صديقه منفريدي، في إيطاليا
وفرنسا وإسبانيا.
رحل بوكريني إلى إسبانيا، عام 1768، أملاً
بالعمل فيها، وحصل على منحة سنوية قدمها له
الأمير دون لويس Don Luis شقيق الملك شارل
الثالث، لأداء العزف و التأليف الموسيقى .
وبقي في خدمة الأمير حتى عام 1785 تمكن فيها
من العمل بهدوء والعزف في فرقة رباعية
تكونت أفرادها من الأرستقراطيين. وكتب في تلك
الحقبة أعمالاً كثيرة تجاوزت المئة قطعة
موسيقية، وصارت مدريد وطن بوكريني الثاني،
وتزوج فتاة إسبانية أنجبت له خمسة أطفال.
بعد وفاة دون لويس، عام 1785، حصل بوكريني
على منحة أخرى من ملك بروسيا فريدريك وليم
الثاني الذي كان عازف تشيلّو هاوياً، وقامت
بين الاثنين صداقة طويلة أهدى الملك، خلالها،
سمفونية وعدة ثلاثيات ورباعيات وخماسيات.
كما حصل، في الحقبة ذاتها، على وظيفة قائد
أوركسترا في قصر الدوقة لستلي Lastly في
مدريد، حتى عام 1787، أضاف فيها، إلى أعماله
الوترية مؤلفات غنائية دينية، وثرثويلا
Zarzuela هزلية «كلمنتينا» (الرحيمة) La
Clementina (عام 1786). ومع أن بوكريني كان
ملتزماً الأسلوب التقليدي (الكلاسيكي) إلا أنه
تأثر بالموسيقى الإسبانية، وكان ندّاً
موسيقياً لعصر الرسام الإسباني الشهير جويا
Goya الذي كان أحد أصدقائه المقربين.
تزوج بوكريني ثانية، عام 1787، بعد وفاة
زوجته الأولى. وبسبب التغيرات السياسية، أوقف
ملك بروسية الجديد، عام 1798، المنحة
المخصصة إلى بوكريني، فساء وضعه المالي
والصحي إضافة إلى وفاة زوجته وابنتيه إثر
انتشار وباء فتاك. وزاد الأمور سوءاً جشع
ناشره الباريسي بلييل Pleyel في حقوق مؤلفات
بوكريني المادية الأمر الذي زاد في تدهور
وضعه المالي والصحي. ولم تتحسن أحواله
المعيشية إلا بعد أن رعاه السفير الفرنسي في
مدريد لوسيان بونابرت Lucien Bonaparte عام
1800، وقد أهداه بوكريني عدة مؤلفات
موسيقية. ثم عاد وضعه المالي إلى السوء،
وانتقل، بعد عام 1803، إلى السكن في غرفة
واحدة مع أولاده الثلاثة، وتوفي في حالة فقر
مدقع. وفي عام1827، نقلت رفاته من مدريد إلى
وطنه الأم، إيطاليا، ودفنت في كنيسة القديس
فرنشيسكو في لوكا.
يُعد بوكريني ممثلاً للموسيقى اللاتينية في
العصر الكلاسيكى الفييناوي ومطوراً مبدعاً في
موسيقى الحجرة ، ومن أكبر المؤلفين
الموسيقيين الإيطاليين للآلات في النصف الثاني
من القرن الثامن عشر، وصاحب أسلوب مبدع في
الكتابة الموسيقية في موسيقى الحجرة انتشر
في معظم أنحاء أوربا. وقد كتب عنه نقاد
كثيرون منهم إيف جِرار الذي نشر، عام 1969،
كتاباً بعنوان «سيرة ذاتية ومصنف نقدي لأعمال
لويجي بوكريني»، تضمن حياة بوكريني
الاجتماعية والفنية ومؤلفاته الموسيقية التي
جاوزت الخمسمئة قطعة موسيقية في معظم الصيغ
الموسيقية وهي: أوبرا «الرحيمة»، و20
سمفونية، و4 (كونشرتو) للتشيلو وكونشرتو
للجيتار مع الأوركسترا، ومؤلفات كثيرة من
موسيقى الحجرة مثل الثلاثيات والرباعيات
والخماسيات والسداسيات المختلفة والسوناتا
التي تجاوز الأربعمئة قطعة موسيقية، إضافة
إلى الموسيقى الدينية والأغاني الدنيوية.
ومن أشهر قطعه الموسيقية «منويت» Minuet عن
الخماسية الوترية (العمل 13 رقم 5).