ظل فيردى سته عشر سنه بعد تاليفة لاوبرا عايدة
لم يكتب فيها اى اوبرا حتى اعتقد الناس ان
جذوة ابتكاراته قد انطفأت شعلتها بعد ان طعن
فى السن ومع هذا فعندما انجز اوبرا عطيل عام
1886 دهش الناس من قوتها وحيويتها اذن كانت
فترة 16 عاما هى فترة تفكير عميق ودراسة
وقد قال النقاد عن عطيل انها محاكاه لاعمال
فاجنر الذى كان قد توفى قبلها ربما لاخفاء
عجزهم عن فهم ذلك التغير الذى طرأ على اسلوب
فيردى فى الكتابة الاوبراليه ولكن فى الواقع ان
اسلوبه تطور ونما تدريجيا منذ تأليفه لاوبرا
ريجوليتو الى ان وصل الذروة فى عطيل وحجة من
نعتوة بتقليد فاجنر ان الغناء والموسيقى
فيهما متصلين من اول الفصل الى نهايته ولكن ربما
ان فيردى قام بذلك ليمنع المعجبين بالغناء من
التصفيق اثناء العرض وبالتالى يقطعون التمثيل
والموسيقى كما كان يحدث فى الاوبرات السابقة
وتعد كلمات الاوبرا ترجمة كاملة لنصوص مسرحية
عطيل لشكسبير وبالتالى اختفت العبارات المتكررة
وخاصة الذى حدث فى اوبرا تروفاتورى
شاهد الاوبرا كامله من هنا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]اما الاوركسترا فى الاوبرا فكان اكثر درامية
تفوق بكثير حدود صورة المصاحبه البسيطة للاغانى
ولكن موسيقاة لاتخلوا من مواضع الطرافه فى
الابتكار علما ان فيردى كان يضع الغناء فى
المرتبه الاولى والموسيقى فى المرتبة الثانية الا
ان موسيقاة فى تلك الاوبرا وبعدها اوبرا
فالستاف اصبحت اكثر بكثير من الاوبرات
السابقة
وضع نصوص تلك الاوبرا اريجو بوييتو صديق فيردى
وبدأ فى كتابتها فبردى عام 1885 على الرغم من
انه كان مشغولا ببناء مشفى من ماله الخاص
بالقرب من سانت اجاتا لعلاج الفقراء من ابناء
قريته مجانا عرفانا بفضلهم عليه الا ان اعمال
البناء لم تمنعه من كتابة الاوبرا وكتب الى
بويتو عام 1886 يخبرة من انتهاء كتابتها وقدمت
على مسرح لاسكالا عام 1887 فى ميلانو امام جمهور
غفير متعطش ومترقب الا ان الاستاذ كما كان
يطلقون عليه لم يخيب امالهم رغم السنين الطويلة
من التوقف عن التأليف وتجمع الناس بعد انتهاء
الاوبرا تحت شرفة الفندق الذى يقيم فيه
واخذوا ينادون (فيفا فيردى)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]