ولد كوبلاند عام 1900 وتوفى عام 1990 وينحدر من اسرة يهودية ميسورة
الحال حديثة الهجرة من روسيا كان اسمها الاصلى ( كابلان )ولكن سلطات
الهجرة قامت بهجائه بهذة الطريقة التى اشتهرت بها الاسرة ( كوبلاند )
وكانت الاسرة تقطن نيويورك وتعمل بالتجارة ورغم ذلك تلقى هارون كوبلاند
دروسة الاولى فى البيانو من شقيقتة وفى سن الثالثة عشر تحقق حلمه
لدراسة الموسيقى فبحث عن معلمين كان اخرهم روبين جولد مارك الذى كان له
الفضل فى نزويدة باساس موسيقى راسخ ثم جاءت الخطوة الاخرى الايجابية
عندما تقدم لمدرسة فونتنبلو الامريكية الحديثة الانشاء وحصل على منحه
لدراسة الموسيقى لمدة عام فى سنه 1921 بباريس وكانت استاذته هى نادية
بولانجية تلميذة فورية التى لعبت دورا تاريخيا فى تكوين المؤلفين
الموسيقيين الامريكيين حيث درست له الهارمونى والتأليف وكان كوبلاند الاول
بين طلابها واستمر يدرس هناك لمدة 3 سنوات وشجعتة الى ان يتجه نحو
اسلوب الجاز وتجديدات سترافنسكى واليها يرجع الفضل بتعريفة على ابرز
قادة الاوركسترا الامريكيين وكلفته بتأليف كونشرتو للارغن لكى تعزفه فى
جولتها الامريكية سنه 1925
منزل كوبلاند بالقرب من نيويورك
هل يبدع المؤلف مايرضية ام ما يقربه من الجماهير !!
ظلت تلك القضية تشغل كوبلاند فى مطلع حياته كمؤلف حيث حاول كتابة موسيقى
امريكية للمسرح وكونشرتو للبيانو عام 1927 كموسيقى تجريدية تساير
الاتجاهات الاوروبية الحديثة مثل تنويعاته للبيانو عام 1930 شعر بعده
كوبلاند بالعزله عن الجماهير الامريكية وهكذا تحول عامدا الى اسلوب ابسط
وايسر تقبلا لدى المستمع الامريكى فبدأ بتأليف ( الصالون المكسيكى ) سنه
1934 والذى ادمج فية الجاز مع الفلكلور المكسيكى فكان مرحلة هامة فى
حياته كتب فيها مؤلفات خاصة بالغرب الامريكى ورعاة البقر والطبيعة
المتسعة والموضوعات التاريخية الامريكية والادب الامريكى وكان من ابرز
صفات كوبلاند تخلصة من الانانية والذاتية فهو دائما متعاطف ومشجعا
للمؤلفيين الامريكيين مما اكسبه احترام الجميع وكرم بالداخل والخارج
وفى حياة كوبلاند مرحلتان الاولى بدايته الاوروبية حتى عام 1933 اما
المرحلة الثانية فبدأت باهتمامة بموسيقى صفوف الاصوات serial وهى الاعمال
التى جلبت له الشهرة وتتميز مؤلفاته غالبا بالحبكة الفنية فقد كتب
حوالى 3 سيمفونيات اهمها الثالثة وموسيقى للمسرح Music for the theater
سنه 1925 وكونشرتو البيانو الجازى الاسلوب عام 1962 والصالون المكسيكى
وصورة لنكولن سنه 1942 لراوى واوركسترا وتحية فانفار للرجل العادى
وخطاب من الاسرة ومقدمة لمناسبه جليلة للراوى والاوركسترا حيث نراة يوظف
فنه لخدمة الحياة العامة والانسان الامريكى العادى كما له عدة اعمال
متصلة بامريكا اللاتينية مثل رقص من كوبا سنه 1944 وثلاث اسكتشات من
امريكا اللاتينية وكلها تشهد بقوميته الامريكية التى اتسعت لبعض ملامح
الفلكلور من امريكا اللاتينية
كوبلاند فى شبابه
كما حقق كوبلاند فى موسيقى الباليه نجاحا واسعا ومن اقواها باليه الفتى
بيلى سته 1938 وباليه روديو سنه 1942 وكلاهما يعبر عن الغرب الامريكى
ورعاة البقر وموسيقى الجاز ولكن (ربيع اباليشيا عام 1944) وهى سلسلة
جبال فى شمال شرق امريكا موازية لساحل الاطلنطى والذى كتبه بتكليف من
مارتا جراهام احدى الشخصيات الكبرى فى الرقص الامريكى المعاصر كانت نقطة
هامة فى شهرة كوبلاند حيث الفها على هيئة متتابعة من سبع حركات متصلة
ولكوبلاند اعمال مسرحية كتبها لطلاب المدارس الثانوية مثل اوبرا العاصفة
الثانية -الارض الحانية كما له العديد من مؤلفات الكورال و موسيقى
الحجرة واعمال غنائية مثل اعدادة لمجموعة الاغانى الامريكية القديمة
التى تناولها باسلوب هارمونى بسيط وله مجموعة اغانى شهيرة على اثنى عشر
قصيدة لاميلى ديكنسون سنة 1950 كما تحتل موسيقاة التصويرية للافلام مكانه
هامة مثل موسيقى فيلم (عن الفئران والرجال -الفرس الاحمر-الوريثة)
كما ان له كونشرتو للكلارينيت مشهور وسوناته شهيرة للبيانو
كما ساهم كوبلاند بنشاط واسع فى جمعية المؤلفيين الامريكيين من خلال
مقالاته ومحاضراته عن الموسيقا المعاصرة وله كتاب هام لكل دارس وهاوى
للموسيقى وهو ( كيف تتذوق الموسيقى ) تم طبعة بالقاهرة عام1957 وترجمة
محمد رشاد بدران وكتب مقدمته الفنان الموسيقار محمد عبد الوهاب
وموسيقى كوبلاند هارمونية وجمله الموسيقية متصاعدة قوية تدل على موسيقى
موهوب اعطاه الفلكلور الهندى والجاز الامريكى وموسيقى رعاة البقر الكثير
من الافكار التى استعملها فى مؤلفاته وابرز سماته الحانه المباشرة
العريضة التى تجمع بين البساطة والطرافة والايقاع مستمد من موسيقى الجاز
او اساليب الرقص الشعبية الامريكية كما فى ربيع اباليشياكما يميل الى
التلوين باستخدام الالات النحاسية ولموسيقاة رنين خاص يخلق ايحاءبالاتساع
والمساحات الشاسعة لذا يسهل التعرف على مؤلفاته التى تتصف بالخيال
التكتيكى وفنان ذو صنعة خاصة فهو بلا شك من اكبر المؤلفيين الامريكيين
خلال هذا القرن ( الموضوع مقاله للدكتورة سمحة الخولى )
كوبلاند فى اواخر عمره