المقدمة ،( المنبع أو المصدر) :
يصف المؤلف في هذا القصيد بدقة وإخلاص طبيعة نهر المولداو من منبعه حتى
يغادر بلاده، وقد وضع المؤلف فيه خلجات نفسه ، وهمسات قلبه، فأحسن
التعبير عنها،وأجاد تصويرها. حيث يصور المؤلف منبعي النهر في غابة
سومافا (Sumava ) ببوهيميا أحدهما ساخن ثائر والآخر بارد وهادئ. تبدأ
آلة الفلوت بعرض مقطع موسيقي بسيط يظهر فيه المؤلف مولد هذا النهر وهو
ما يعبر عنه من خلال وصفه لمصدر نشؤ النهر النبع . حيث يصف لنا هدوء
الموقع من خلال التعبير الموسيقي الذي أظهره في مقدمته للدلالة على صفاء
هذه المياه وسلاستها أثناء الخروج من باطن الأرض والتي ستنعم بالرزق
الوفير لأهل هذه المنطقة. ويتبين من خلال استغلال المؤلف لهذه الآلة
الموسيقية ( الفلوت ) التي تعتبر من آلات النفخ الخشبية وذات طابع أدائي
حساس وشفاف ان يظهر براعته في وصف خروج الماء الصافية من باطن الأرض
بكل شفافية وهدوء من خلال هذه الآلة الموسيقية أولا والجملة الموسيقية
المعبرة
ثانياً .
أضاف المؤلف من خلال سعة خياله حركة انتقال الحصى الصغيرة أثناء تدفق
هذه المياه النقية باستخدامه طريقة نقر( pizzicato) للآلات الوترية .
اللحن الأساسي :
يفترق المنبعان ليلتقيا مكونين نهر المولداو العظيم بعد أداء المثلث
حيث تشترك كافة الآلات الموسيقية في الاوركسترا في أداء الجملة
الموسيقية ويخترق النهر سهول بوهيميا إلى غابة كثيفة تغرد طيورها،
يعبر المؤلف عن فرحته لهذا التكوين بعرض الجملة الموسيقية ويتكرر اللحن
مع الاوركسترا كاملاً بمحتواه والذي يعرف باللحن الأساسي للعمل أو
التيما ( Themes).
وهو ما يربط به المؤلف بين الأقسام الموسيقية في العمل ويتمتع بجاذبية
اللحن وذو ميلودية ساحرة وإيقاع متدفق مشيراً فيه إلى انسياب مياه
النهر
الصيادون :
باستمرار الأداء الموسيقي نستمع إلى أصوات ضجيج الصيادين وصراعهم مع
النهر في جلب خيراته من خلال نصب الشباك لاصطياد ما بداخلة واخذ قوتهم
حيث تظهر القوة والصبر معا لإنجاز المهمة ، وتشترك آلة الترومبت
( Trumpet )والفرنش هورن(Horn ) في أداء الجمل الموسيقية بقوة وبمرافقة
الطبول (Timpani) للدلالة على القوة .
رقصة الفلاحين :
تتجه الموسيقى بعد العرض القوي من مجموعة الآلات النحاسية إلى استخدام
آلة الفلوت و الفرنش هورن والكلارنيت والباصون( Bassoon) ومجموعة
الوتريات لتنبعث سلاسة النغمات معبرة عن مجرى النهر وانسيابيته ثم تتلاشى
الموسيقى تدريجيا لتوحي بانتهاء صورة الصيادين لينتقل إلى رقصة الفلاحين
حيث تنساب مياه النهر في حقول خضراء وسهول منبسطة
واحتفالات الفلاحين بنتاج هذا النهر الذي يدر عليهم من نعيمه فتبدأ
الرقصات الريفية والغناء الشعبي يتجلى بحلو نغماته التي تعبر عن الروح
الإنسانية التي يتحلى بها أهل الريف في مشاركاتهم الفعلية لأهل بلدهم.
وتنبعث الموسيقى من مجموعة الآلات الوترية( Strings ) بشكل متقطع لينتقل
إلى الأداء الثنائي يطلعنا بها سميتانا بلحن رشيق يصور لنا الرقصة
التشيكية
لحظة الغروب :
يتابع النهر جريانه إلى ان تغرب الشمس وتسقط أشعتها على سطح النهر ،
حيث تظهر انعكاساتها وكأنها لآلئ منثورة على سطح النهر يعبر عنها
باستخدام آلة الهارب( Harp )وبنقرات متفرقة وغير منتظمة تنفرد آلة
الباصون مع مشاركة الأوبوا ( Oboe ) ثم الكلارنيت سي والفرنش هورن و
الفلوت بأداء اللحن الاخير
ويسدل الليل أستاره ويعكس القمر ضوءه وكأنه يريح نفسه من عناء السير
ويأخذ فترة بسيطة من الراحة والنوم،حيث تبدأ الجملة الموسيقية التي
تعرضها آلة الفلوت تدعمها بقية الآلات بأصوات هارمونية متوافقة
ثم يعود إلى مرحلة الشروق وصحيان هذا النهر العظيم ليكمل مشواره ثم
يعيد لنا المقطع الموسيقي الأول الذي بدأ به بعد اكتمال النهر والتقاء
الينابيع معا وهو ما يسمى ( اللحن الأساسي أو التيما).
مرور النهر بمدينة براغ :
ويستأنف النهر جريانه حتى يصل إلى شلالات القديس جورج Gorge Saint-Jean
في جريانه متخللا الصخور وبنفس اللحن الأساسي ويكرره مرتين حتى يصل إلى مشارف المدينة( براغ )
ويدخل من منطقةٍ صناعية يكثر بها الضجيج والعمل وانشغال العامة بأمورهم
الخاصة ويظهر المؤلف الازدحام والحركة الدائمة من خلال التالفات
الموسيقية وقوة الصوت ثم ينتقل إلى إدراك أهل المدينة العظمة هذا النهر
حيث يستقبلونه بكل إجلال وتقدير ويعرض المؤلف التيما نفسها ولكن بطابع
من القوة والعظمة مستخدماً أداء جميع آلات الاوركسترا وخصوصاً آلات النفخ من الترومبت والترمبون والباص توبا .
وبعد هذا الترحيب العظيم ينتقل إلى رسم صورة لوداع هذا الضيف العزيز
من خلال التدرج بالتهدئة الموسيقية شيئا فشيئا من القوة إلى الخفوت في
أداء الصوت
لينتقل من تفاعل جميع الآلات الموسيقية في الاوركسترا لتنفرد آلة الفلوت
في عرض الخاتمة وبنفس التدرج وكأنها تعبير عن فقدان عزيز أو شيئا نفيس
لا بد من فراقه . ولكن أمل المؤلف ان يتلقى هذا النهر مبدع آخر يكمل
مشواره في البلد الذي ذهب إليه.
خاتمة العمل :
تتوقف آلة الفلوت حيث يترك المجال لمجموعة الآلات الوترية بأداء الجملة
الموسيقية السابقة، معتمدة على التوافق الهارموني بين المجموعة .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]نهر الفولتافا الثائر